أردوغان ينتقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي... ويدافع عن الاتفاق النووي

15 مايو 2018
أردوغان: أميركا تنازلت عن دورها كوسيط بالشرق الأوسط(Getty)
+ الخط -
حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها في المعهد الملكي للعلاقات الدولية، (تشاثام هاوس) في لندن، يوم أمس، طبيعة سياسة بلاده الخارجية، منتقداً الولايات المتحدة  والاتحاد الأوروبي، وفيما دافع عن الاتفاق النووي الإيراني، جدد التأكيد على ارتكاب بشار الأسد فظائع في سورية.

وقال أردوغان إن العالم يعيش حالياً في أوقات مظلمة تذكر بالسنوات التي قادت للحرب العالمية الثانية، موجهاً انتقاداته للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني وصادق على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

كما انتقد الرئيس التركي الدول الأوروبية، في الكلمة التي ألقاها في ثاني أيام زيارته إلى لندن، لعدم مساعدتها تركيا التي تستضيف ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيها، متهماً الاتحاد الأوروبي بعدم الإيفاء بالتزاماته تجاه صفقة اللاجئين التي تعهد من خلالها الاتحاد بدعم جهود تركيا في هذا المجال.

وقال أردوغان إن الولايات المتحدة تنازلت عن دورها كوسيط في الشرق الأوسط باتخاذها القرار بنقل سفارتها إلى القدس، وأصبحت جزءاً من المشكلة لا الحل، واصفاً القرار بأنه مخالف للقرارات الدولية وقرارات مجلس الأمن، مضيفاً "لا يمكننا إلا أن نشعر بأننا في أيام سوداء شبيهة بتلك التي سبقت الحرب العالمية الثانية".

وأضاف أنه على قناعة بأن إيران قد التزمت بتعهداتها بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2015، وأنه من الضروري أن تستمر هذه الاتفاقية، "إلا أن قرار ترامب يأتي في إطار سلسلة من القرارات الأنانية الأحادية القادمة من طرف الإدارة الأميركية الحالية".

كما تعهد أردوغان بمحاربة تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (pyd)، الذي يهيمن على شرقي سورية ضمن إطار "قوات سورية الديمقراطية"، والذي يعد امتداداً لحزب العمال الكردستاني النشط في تركيا والمصنف منظمة إرهابية. وكرر التزامه بتطهير الحدود التركية من سيطرة هذا التنظيم الذي قارن ممارساته بممارسات تنظيم "داعش" من حيث ترويعه للمدنيين وتهجيرهم قسراً. ودان إردوغان الدعم الأميركي لهذه المليشيات التي تتخذ من الهوية الكردية قناعاً تحتمي به.

ويبدو أن الضغط التركي يثمر في الجانب البريطاني، حيث إنه وعلى الرغم من عدم قناعة بريطانيا بالصلة التنظيمية بين حزب "الاتحاد الديمقراطي" و"داعش"، فقد صرح السفير البريطاني في أنقرة دومينيك تشيلكوت بأن بريطانيا ستحاكم أي بريطاني يتطوع للقتال في صفوف الحزب الديمقراطي الكردي.


أما في ما يتعلق بسورية، فجدد أردوغان اتهاماته لبشار الأسد ونظامه بارتكاب فظائع ضد المدنيين وتدميره المدن على رؤوس سكانها، ولذلك لا يمكنه أن يستمر في حكم البلاد، وذلك رغم أن التنسيق التركي الروسي في سورية قد ساهم في تكوين صورة يقبل بها أدروغان ببقاء الأسد.

كما دعا الرئيس التركي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للتخلي عن هيمنتها على القرار الدولي وتسليم مقاعدها بالتناوب للدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة، وذلك للوصول إلى نظام عالمي ديمقراطي مستقر.

وتطرق أيضاً إلى العديد من القضايا الأخرى، مثل التغير المناخي، والوضع الإنساني في كل من أفغانستان والصومال واليمن، متعهداً باستمرار الدعم التركي الخارجي، والذي يضعها في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.

وأشار أيضاً إلى اعتبار بلاده البلقان كمنطقة للتعاون وليس منطقة للصراع على النفوذ، لافتاً إلى أن أعداد البوسنيين والألبان في تركيا تتجاوز أعدادهم في بلادهم. كما أشار إلى رفض الجانب اليوناني من الجزيرة القبرصية المساواة السياسية مع الجانب التركي، وحذر من خطورة التنقيب البحري حول الجزيرة على الاستقرار فيها.