أردوغان يطالب بالتحقيق في وفاة مرسي "المشبوهة" ومحاكمة قتلة خاشقجي في تركيا

29 يونيو 2019
طالب أردوغان بمحاكمة قتلة خاشقجي بتركيا (تشارلي تريبالو/فرانس برس)
+ الخط -

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة عدم تغييب قضيتي مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، و"الوفاة المشبوهة" للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، عن الأجندة الدولية.

وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي بمدينة أوساكا غربي اليابان، في ختام قمة العشرين، إنّه "يجب عدم السماح بإزالة جريمة قتل خاشقجي، ووفاة الرئيس مرسي المشبوهة من الأجندة الدولية".

وأضاف، وفق ما أوردته "الأناضول"، أنّ "محاسبة كافة المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي من أعلى الهرم إلى أسفله، مهمة ذات أولوية تقع مسؤوليتها على عاتق المجتمع الدولي".

وشدد أردوغان على أنّ تركيا "لن تسمح بالتستر والتغطية على جريمة قتل خاشقجي" في القنصلية السعودية بإسطنبول.

ودعا أردوغان إلى محاكمة المتورطين في قتل خاشقجي بإسطنبول، "لأن الجريمة وقعت فيها".

وقال الرئيس التركي، بحسب ما نقلته "رويترز"، إنّه يتعين على ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، الكشف عن قتلة خاشقجي، لافتاً إلى أنّ "بعض الجوانب المتعلقة بالجريمة لا تزال خفية".

وذكّر بأنّ فريقاً من 15 شخصاً وصل إلى إسطنبول قبل مقتل خاشقجي، هو المسؤول عن الجريمة. وقال "لا جدوى من البحث عن الجناة في مكان آخر".

وكانت مقررة لدى الأمم المتحدة قد أكدت، في وقت سابق، في تقرير أنّ هناك أدلة كافية تربط ولي عهد السعودية بقتل خاشقجي، مطالبة بتجميد الأصول الشخصية للأمير في الخارج.

والتقرير أصدرته المقررة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون، أنييس كالامارد، بعد تحقيق استمر ستة أشهر. ودعت كالامارد الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريس، إلى فتح تحقيق جنائي رسمي في القضية.

وأمرت محكمة تركية، في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، باعتقال 18 سعودياً، بتهمة قتل خاشقجي، ومن بين المطلوبين للتوقيف أعضاء فريق الاغتيال البالغ عددهم 15 شخصاً.

وعاد وطلب مكتب المدعي العام التركي، في 5 ديسمبر/كانون الأول 2018، إصدار مذكرتي اعتقال بحق مسؤولَين سعوديين سابقين هما سعود القحطاني وأحمد عسيري، بتهمة القتل العمد لخاشقجي.

وجاء هذا بعدما قدّم الادعاء العام التركي، في وقت سابق، طلباً للسلطات السعودية لتسليم المتهمين قصد محاكمتهم في تركيا، الأمر الذي ترفضه الرياض.

وانتقد أردوغان "الصمت الدولي" على عقوبات الإعدام في مصر، قائلاً إنّه "يجب إجراء تحقيقات شاملة بخصوص استشهاد محمد مرسي".

وأضاف أنّ "من يعتبرون مناقشة عقوبة الإعدام من أجل الانقلابيين في تركيا أمراً غير مقبول، مع الأسف يلتزمون الصمت حيال عقوبات الإعدام في مصر".

العقوبات الأميركية "غير واردة"

من جهة أخرى، أوضح الرئيس التركي، أنّ نظيره الأميركي دونالد ترامب، قدّم توضيحاً بشأن العقوبات المحتملة ضد تركيا بسبب شرائها صواريخ روسية، مؤكداً أنّ مثل هذا الأمر "لن يكون وارداً".

وحول العقوبات الأميركية المحتملة، قال أردوغان إنّ "ترامب وضّح هذه المسألة اليوم وسمعنا منه شخصياً أنّ مثل هذا الأمر لن يكون وارداً".

وأكد أردوغان، أن "منظومة صواريخ (إس 400) الروسية أصبحت في مرحلة التسليم، والعدول عن الصفقة في هذه المرحلة لا يليق بدولة كتركيا"، مضيفاً "لقد انتهى هذا الأمر".

وأوضح: "صرحت الجهات المعنية لدينا أنّ استلام منظومة (إس 400) سيبدأ في النصف الأول من يوليو/ تموز، وهذا ما ننتظره حالياً".


واعترف ترامب، خلال لقائه أردوغان على هامش قمة العشرين، في وقت سابق اليوم السبت، بأنّ الولايات المتحدة تواجه موقفاً "معقداً"، في كيفية الرد على صفقة تركيا لشراء أنظمة "إس-400 الروسية" للدفاع الصاروخي، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ واشنطن وأنقرة تناقشان حلولاً مختلفة.

وقال ترامب، "نناقش حلولاً مختلفة. إنّها مشكلة ما من شك في ذلك". وأضاف أنّه يجري بحث فرض عقوبات محتملة، وفق ما أوردته "رويترز".

ولكن ترامب أبدى تعاطفه مع أردوغان، منحياً باللوم على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في وضع شروط لشراء تركيا صواريخ "باتريوت" الأميركية.

وحذّرت الولايات المتحدة من أنها ستفرض عقوبات على تركيا إذا مضت قدماً في صفقة "إس-400"، ولكن تركيا رفضت هذه التحذيرات وقالت إنها لن تتراجع، مؤكدة أنّ عملية التسليم متوقعة في النصف الأول من يوليو/ تموز.