وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة شديدة اللهجة إلى موسكو، اليوم، حول قيام الطائرات التركية بإسقاط طائرة روسية قامت باختراق الأجواء التركية، قائلًا: "على الجميع أن يحترم حق تركيا بالحفاظ على حدودها، لأن هذا الأمر ليس أمراً مرحباً به وفي ما يخص الحادثة الأخيرة التي حصلت، لقد فعلنا ما بوسعنا كي نتجنبها"، مضيفاً: "إن نظام الأسد والدول المساندة له لم تلتزم بمحادثات فيينا".
وأكد أردوغان خلال الكلمة التي ألقاها في حفل الاستقبال الذي نظمه القصر الرئاسي بمناسبة عيد المعلم أنه "رغم كل التحذيرات التي تم توجيهها للطائرة التي كانت غير معروفة الهوية إلا أنها لم تستجب، لذلك قمنا بتطبيق قواعد الاشتباك الخاصة بنا"، قائلاً "إن إسقاط القوات المسلحة لطائرة روسية على حدودنا المتاخمة لسورية كان واجباً للرد على الانتهاكات الروسية"، مضيفاً أن "الأماكن التي تستهدفها الطائرات الروسية في سورية ليست معاقل لتنظيم "داعش" بل تعدت على حقوق التركمان الذين يتواجدون على الحدود مع تركيا".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا كانت دائماً تدعم المعارضة السورية، قائلاً: "كنا دائماً ندعم المعارضة السورية المعتدلة ونقف بجانبها ضد النظام السوري، وتركيا تقف دائماً مع الحق والعدالة، وبذلنا كل ما في وسعنا لتفادي إسقاط الطائرة الروسية، لكن لنا الحق في حماية حدودنا".
وفي غضون ذلك، أكد أوميت أوزداغ، نائب رئيس حزب الحركة القومية (يميني متطرف)، أن "حزبه يمتلك معلومات عن قيام طائرات حربية روسية بانتهاك الأجواء التركية عدّة مرات مسبقاً"، مضيفاً أن "إسقاط الطائرة جاء وفق قواعد الاشتباك التي وضعتها تركيا".
وأشار أوزداغ إلى أنه "ليس هناك أي وجود لتنظيم داعش أو لجبهة النصرة في منطقة جبل التركمان"، معتبراً أن "المقاومة التركمانية هي من قبيل الكفاح الوطني".
ودعا أوزداغ جميع الأطراف للتهدئة، قائلاً: "على تركيا وروسيا التحلي بالهدوء، وإن أي توتر غير محسوب في العلاقات بين البلدين سيلحق الضرر بكليهما"، مضيفاً "لا يمكن قبول الضرر الذي يلحق بالمصالح القومية التركية، نتيجة للسياسات الروسية في سورية"، مؤكداً أن "الحفاظ على التوازن الحساس في العلاقات بين البلدين مسؤولية السياسيين والدبلوماسيين".
يذكر بأن طائرتين تركيتين من طراز "إف 16" قد قامتا، اليوم الثلاثاء، بإسقاط مقاتلة روسية على الحدود السورية التركية بعد قيام الأخيرة باختراق الأجواء التركية.
من جهته قال الأمين العام لحلف الناتو "يانس شتولتنبرغ" حول الحادث إن "المعلومات المتوفرة لدينا ولدى بقية الحلفاء تؤكّد صحّة المعلومات التركية".
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الرئاسة التركية أن الاجتماع الأمني الذي اختتم مساء اليوم الثلاثاء، برئاسة رجب طيب أردوغان، تناول التطورات الأخيرة في المنطقة، وفي مقدمتها التطورات في سورية، وقضايا أمنية أخرى.
وبحث الاجتماع الذي عُقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أمن الحدود التركية، إلى جانب إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي، وفق قواعد الاشتباك صباح اليوم، ومناقشة آخر التطورات في منطقة بايربوجاق ذات الغالبية التركمانية في سورية.
اقرأ أيضاً: صحيفة تركية: الطياران الروسيان أسيران لدى المعارضة السورية