أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه متفق مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على "أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية والسورية"، مجددا انتقاده لاستفتاء كردستان بالقول إنه "لا يحق لأحد الزج بمنطقتنا في النار وتصعيد التوتر من أجل مصالح شخصية قصيرة المدى".
وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين الخميس: "منطقتنا باتت أكثر هشاشة، والاستفتاء (بشمال العراق) لا يحمل أي شرعية وفق الدستور العراقي والقانون الدولي"، مشددا على أنه "يجب منع حكومة إقليم كردستان من ارتكاب أخطاء أكبر"، بحسب "رويترز".
وذكر الرئيس التركي أنه والرئيس الروسي أكدا، مرة أخرى، التزامهما بـ"مواصلة الإرادة المشتركة والتعاون الوثيق حيال حل الأزمة السورية بالطرق السياسية".
من جهته، قال الرئيس الروسي إنه "جرى تهيئة الظروف اللازمة لإنهاء الحرب في سورية"، مشددا على أن "تشكيل مناطق خفض التوتر في سورية أعطت زخما لمباحثات جنيف"، مؤكدا أن اتفاق مناطق خفض التوتر "كان صعبا، لكننا حققنا نجاحًا كبيرًا بفضل مبادرات الرئيس أردوغان"، وفق "الأناضول".
وكان أردوغان قد استقبل، مساء اليوم، بوتين في مراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، لينتقلا بعدها لعقد اجتماع ثنائي، تناول الملفين السوري والعراقي، وعقدٍ للتسلح يثير قلق الغرب، إضافة لعدد من القضايا البينية، كإنشاء مفاعل "أك كويو" النووي في تركيا.
وقالت الرئاسة التركية، أمس الأربعاء، حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس"، إن رئيسي الدولتين سيبحثان خلال اللقاء "العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا وعدداً من القضايا الإقليمية (...) بدءاً بسورية والعراق".
وتأتي هذه الزيارة، التي تستمر يوماً واحداً، في وقتٍ تشهد العلاقات بين موسكو وأنقرة تحسناً منذ 2016، بعد أزمة دبلوماسية خطيرة نجمت عن إسقاط طائرة حربية تركية لقاذفة روسية على الحدود مع سورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
من جهة أخرى، تأتي زيارة بوتين إلى أنقرة بعد أسبوعين من إعلان أردوغان عن عقد ضخم للتسلح مع روسيا يتعلق بشراء أنظمة للدفاع الجوي "إس- 400"، ما أثار أجواء من التوتر بين أنقرة وعدد من الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا، وقلق باقي شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي.
(العربي الجديد)