أدب الذكاء الاصطناعي.. تحليل بيانات الخيال والسوق

06 يونيو 2019
(صورة تعبيرية)
+ الخط -

بالنسبة إلى معظم الناشرين والكتّاب، ما زال من الصعب توقّع الإصدارات التي ستعرف النجاح من وجهة نظر الناشر، أي تلك الكتب التي ستحقّق المبيعات، ولكن اليوم يمكن اتخاذ قرار النشر من خلال تحليل مجموعات من البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ثمة تطبيقات مخصّصة حالياً لسوق النشر، مثلاً يستخدم العديد من ناشري كنديل تطبيق Kindle Spy، الذي يرتّب المعلومات من الكتب الإلكترونية الأكثر مبيعاً، فهو عبارة عن برنامج بحثي للعثور على مواضيع مربحة تستند إلى تكرارات الكلمات الرئيسية في أكثر الكتب مبيعاً.

خلال عملية الكتابة نفسها، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم اليوم بمقارنة آلاف الأنواع الأدبية، ويقارنها بالأعمال الأكثر مبيعاً ومواضيعها ويخرج بوصفة لتقوية الكتابة واختيار الكلمات الأفضل ومعالجة المشاكل للأسلوبية قبل أن ترسل الرواية إلى أحد الناشرين، إلى جانب خاصة تدقيق الانتحال، التي تضمن الاقتباس بشكل دقيق وتقلّل مخاطر أي مشكلات متعلّقة بحقوق النشر في المستقبل.

مثلاً، يمكن اليوم ولكتابة أعمال تكون الأكثر مبيعاً، الجمع بين تقنية الذكاء الاصطناعي التي تحلّل تفضيلات القارئ مع تطبيق Kindle Spy للعناوين الأكثر مبيعاً وتطبيق "اكتشاف الكتب" مثل Booxby، والخروج بأقرب قصة أو عمل أدبي يمكن أن يحقّق النجاح التجاري المطلوب ولا يمكن لأي ناشر رفضه بهذه المقاييس، لا سيما إن استخدم التطبيقات نفسها للتنبؤ بمستقبل الكتاب.

ما لا يعرفه كثيرون أن الذكاء الاصطناعي بدأ يأخذ الوظائف في الكتابة من البشر فعلاً، إذ تستخدم "وكالة أنباء بلومبرغ" بعض الروبوتات لكتابة الأخبار، وكذلك تفعل وكالات أنباء عالمية أخرى، ومنها "ووردزسميث" التي تستخدم أيضاً التطبيقات التي تحوّل البيانات إلى سرد ضمن قالب تختاره الوكالة ويلتزم بقواعد سيناريو مختلفة جرى اعتمادها.

من اللافت أن أحد الأفلام القصيرة الجيدة كتبها أول برنامج متخصّص في كتابة السيناريو أنشأه العالم روس جودوين، وكان الفيلم القصير بعنوان "Sunspring" وأخرجه المخرج أوسكار شارب.

حول الذكاء الاصطناعي والأدب، يلقي الروائي البريطاني إيان ماكإيوان محاضرة في "مركز الباربيكان" في لندن عند السادسة والنصف من مساء اليوم، تحت عنوان "أدب الذكاء الاصطناعي مقابل الأدب".

أصدر ماكإيوان مؤخراً رواية هي الأكثير مبيعاً حتى الآن في بريطانيا، تحت عنوان "الآلات تحبني" (منشورات جونثان كيب، 2019) وتدور أحداثها في الثمانينيات في لندن، حيث يجلب عاشقان (شارلي وميراندا) روبوتاً ويطلقا عليه اسم آدم.

يتعاون الاثنان على تطوير آدم فيصبح أقرب ما يكون إلى الإنسان، ويدخل معهما في صراع عاطفي أو ما يشبه مثلث الحب، ليضع الاثنين أمام معضلة أخلاقية وفي اختبار فوق حدود الإنساني.

رواية ماكإيوان تطرح أسئلة أساسية اليوم: ما الذي يجعل منا بشراً، أهي حاجاتنا الخارجية ومتطلباتنا اليومية وقدرتنا عليها أم حيواتنا الداخلية؟ هل يمكن للآلة فهم القلب الإنساني؟

يشارك ماكإيوان المحاضرة ميراي شانان، أستاذة علم الروبوتات المعرفية في "جامعة إمبريال كوليدج" في لندن التي عملت، في 2015، مستشاراً علمياً لفيلم Ex Machina.

المساهمون