أحمد موسى وقتل شيماء: اكذب اكذب ثمّ اكذب

26 يناير 2015
رفض اعتبار شيماء الصباغ شهيدة (فيسبوك)
+ الخط -

الرقم القياسي في التدليس والتزوير الإعلامي. هذا ما فعله أحمد موسى في تغطيته لمقتل الناشطة المصرية شيماء الصباغ على قناة "صدى البلد". فلم يكتف الإعلامي "الأمني" بتدمير المهنية، ولكنه قرر تدمير المنطق، فالمتهم عنده بقتل شيماء ثلاثة أطراف: "الإخوان" والمحامي اليساري ومرشح الرئاسة السابق خالد علي والناس بتوعه، و... الفنانة جيهان فاضل.

ولم يذكر كيف لهذه الأطراف المختلفة في السياسة الاتفاق على القتل. ثم هاجم موسى المشاركين في التظاهرة التي قتلت فيها شيماء ــ والتي هاجم من يصفها بالشهيدة ــ متهماً إياهم بالاشتراك في المؤامرة الكونية لتخريب البلد، واتهم خالد علي بأنه يقتل الشباب ليتاجر بدمائهم، ثم يقوم بـ"العويل والندب بجوار مشرحة زينهم".

وحاول "موسى" العودة للدور الذي يجيده أكثر، ولعب دور المخبر، فأتى بصورة زعم أنها للقاتل الحقيقي لشيماء، بعيداً عن "الداخلية البريئة"، والتي طالبها بالقبض عليه، وهي لفرد يحمل "خرطوش" أثناء اشتباكات لم تُظهر الصورة تفاصيلها. وحاول استخدام جهل متابعيه، وصرف النظر عن مكان الاشتباكات وتوقيتها، التي بالتدقيق يتضح أنها مختلفة عن مكان وزمان مقتل شيماء.

ولم يقف أحمد موسى عند نشر صور مزورة، لكنه عرض تغريدة نسبها لحساب الفنانة جيهان فاضل، وهي مأخوذة من حساب مزيف، وكل المغردين يعلمون ذلك، تتحدث فيها عن مقتل شيماء قبيل توقيت استشهادها بعدة ساعات.

وكانت فاضل قد نفت مراراً صلتها بالحساب المزعوم. لكن ذلك لا يعني موسى، بل استخدم هذا الحساب ليؤيد نظرية المؤامرة التي يقوم فيها المتظاهرون بقتل أنفسهم، واتهام الداخلية لإثارة المواطنين.

والغريب أن موقع "الوطن" والمؤيد أيضاً للنظام هو أول من كشف زيف صورة القاتل المزعوم. وأوضح أن الصورة قبل مقتل شيماء بيومين، خلال اشتباكات بين الثوار والداخلية في منطقة جناكليس في الإسكندرية.

بالإضافة إلى أن "العربي الجديد" سبق له نشر نفس الصورة لاشتباكات في وسط القاهرة يوم الجمعة 22 يناير/كانون الثاني الحالي. ورغم ذلك اعتمدتها أيضاً صحيفة "التحرير" واعتبرت أنها الصورة الحقيقية التي تظهر من قالت إنه القاتل.

من جانبهم قام الناشطون إلى جانب نشر فيديوهات موسى والسخرية منها، ونشر الصورة الأصلية وفضحه، وتفنيد ادعاءاته بشأن حساب جيهان فاضل. كما قاموا بنشر تدوينة لمركز هشام مبارك، اتهم فيها النيابة باعتبار شهود الواقعة متهمين، وقال فيها: "قامت نيابة قصر النيل أمس بسماع أقوال 5 شهود على مقتل شيماء الصباغ ، وبعدها قامت النيابة بسؤالهم كمتهمين، وقد وجهت النيابة للشهود اتهامات التجمهر، التظاهر بدون تصريح، البلطجة، والاعتداء على قوات الأمن، وذلك على ذمة المحضر رقم 805 لسنة 2015 جنح قصر النيل".

وكان للسخرية نصيب من تعليقات، ولكنها سخرية تشوبها المرارة، فقالت إحداهن: "أحمد موسى: شيماء الصباغ مش شهيدة، وخالد علي عاوز يولع في البلد هو والإرهابيين اللي معاه، الكل إرهابي، مسمعتش كلمة أصلها مش إخوان! وكأن دمهم مية". وقال آخر: "قتلوا شيماء.. وفلتوا من العقاب كالعادة.. برّأهم الحقير أحمد موسى".

وعن تغريدة جيهان فاضل، علق أحدهم عن كيفية تزوير التوقيت، وقال: "البوست بتاع جيهان فاضل اللي ذكره أحمد موسى مضروب من حساب محبيها، وملعوب في ساعة الموبايل علشان يظهر قبل حادث قتل شيماء الصباغ، كِمالة الهبل". وقام آخر نشر صورة شيماء وبجوارها أحد أفراد الشرطة يحمل سلاح خرطوش، وقال: "أحمد موسي طالع يقول إن الإخوان اندسوا وسط المتظاهرين وقتلوا شيماء الصباغ متآمر وأهبل! حد يوريله القاتل في الصورة أهو"،  وسخر آخر: "المخبر أحمد موسى يتسبب في موجة سباب ولعن للظابط الفاشل اللي مشغله".

المساهمون