أحمد الحفناوي.. سيرة ثائر

22 أكتوبر 2014
"هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" (رسم/ عماد حجاج)
+ الخط -

أحمد الحفناوي، هو صاحب العبارة الشهيرة "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، التي جمعت بين البساطة والبلاغة، وعمّرت طويلاً، في ذاكرة كل من تابع أحداث الثورة التونسية وأحبها. نشأ في منطقة المحمدية، في أطراف ولاية بن عروس، على مقربة من تونس العاصمة.

تعرض الحفناوي وعائلته للعديد من المضايقات والمداهمات الليلية والاعتقالات على أيدي الـ"بوليس" السياسي في عهد نظام المخلوع، زين العابدين بن علي، خاصة بعد اعتقال شقيقه الأكبر، بتهمة الانتماء إلى تنظيم غير مرخص له آنذاك، والمقصود حركة النهضة التونسية، الأمر الذي أجبره على الانقطاع مبكرا عن الدراسة ليتكفّل بإعالة والدته وباقي إخوته. وعن مرحلة شبابه يقول الحفناوي: "بعد فترة من اعتقال أخي فكرت في الهجرة خارج تونس، بسبب تواتر المضايقات من رجال الأمن وتكرارها، ومحاصرتي من كل زوايا عيشي، فتوجهت إلى المملكة العربية السعودية"، وهناك عمل الحفناوي في فندق سياحي مدة ست سنوات، ليعود بعدها إلى تونس عام 1998، وعمل، وقتها، فترة قصيرة من الزمن نادلا في مقهى داخل مطار تونس – قرطاج، ثم تفرغ بعدها للإشراف على مقهى استطاع امتلاكه في المحمدية.

ويروي الحفناوي بسعادة وفرح ظاهرين "تحوَّل مقهاي إلى ملتقى لبعض المثقفين والسياسيين لفترة طويلة قبل الثورة". عاش الحفناوي الثورة من أولها إلى آخرها، رغم تقدم سنه، وشارك في اعتصام القصبة 1 و 2، كما كان يدعو الشباب للاعتصام ووحدة الصف وعدم التوقف عن المطالبة بإسقاط النظام. وبعد 14 يناير/كانون الثاني 2011، أنشأ جمعية الياسمين، وهي جمعية تهدف إلى العناية بالشباب وثقافتهم المدنية، وتكريس مبادئ الثورة وتفعيلها من خلال العمل التطوعي، كما صار لاحقا عضوا في المرصد الوطني للتربية.

رفض الحفناوي في بداية الثورة الاصطباغ بأي لون حزبي، وفضل أن يبقى ناشطا مدنيا، إلا أنه اليوم يرى "إن المجتمع المدني والمجتمع السياسي يجب أن يلتقيا على الانشغال بالمواطن والشأن العام". لذلك اختار بعد مرور شوط مهم من المرحلة الانتقالية، أن يشارك في الحياة السياسية بشكل مباشر عن طريق الترشح في قائمة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. وعلى حد تعبيره "لا أبحث عن المناصب، وكل همي إبراز دور الثقافة المدنية وتعزيزه". وبعد سؤاله عن سبب اختياره لهذا الحزب تحديدا، مع العلم أنه أحد أحزاب الترويكا، ورئيسه الشرفي، محمد المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية التونسية، قال: "هو التيار السياسي الأقرب إلى عقلي وتوجهاتي، وهو من أكثر الأحزاب صدقا وانفتاحا في بلدنا".

المساهمون