بدقة متناهية، رسمت اللبنانية، إنجي جمّال، رؤية جديدة للمغنية أحلام في آخر أغنياتها المصورة بطريقة الفيديو كليب، والذي بدأ عرضه أمس، بعنوان "ملهوفة لصوتك"، من كلمات أحمد علوي، وألحان طلال.
أحلام، التي غلبت أخبارها الشخصية ومشاكلها، أعمالها الفنية في السنوات الأخيرة، قلبت الأدوار هذه المرة في الأغنية التي صورتها في العاصمة الفرنسية باريس، بتوقيع لبناني من الإخراج إلى الأزياء والشكل عموما.
وسعت أحلام، في الفترة الممتدة من مشاركتها في برنامج المواهب "أراب أيدول"، إلى تحديد صورتها كامرأة أكثر من كونها مجرد فنانة، ففي لبنان لم يفلح صوت أحلام ولا طابعها الخليجي في تكريس حضورها عند اللبنانيين، ولم تفلح أيضا مع الإعلام اللبناني صاحب الريادة في صناعة أو دعم نجومية أي فنان وتلميع صورته، على الرغم من السنوات التي قضتها في بيروت.
أحلام التي جلست بجوار نانسي عجرم في برنامج "أراب أيدول" حاولت الاستفادة من وهج الشكل وتلميع الصورة بالطريقة التي تتماشى مع رؤية الجمهور، والذي بات يفضل الفنان سلة متكاملة في الصوت والصورة والأداء العام.
وربما وضعت مشاركتها في البرنامج، أحلام على الطريق الصحيح التي رسمت معالم شخصيتها الجديدة، وأكثر من ذلك جعلها تستغل هذه الشخصية، فأزاحت زميلها راغب علامة من على كرسيه؛ لأنه هاجمها، ومارست دور الضحية الضعيفة.
لكن يبدو كل ما فعلته أحلام، تعبيرا عن ضعف حقيقي لشخصية شفافة وعصبية يستطيع أي كان استفزازها، لتقابله بالرد، ظنا أنها الأقوى، لكن الحسابات تكشف دائما أن أحلام ما كانت دائما على صواب، بل إن هناك أخطاء في المعادلة الحسابية لسقف النجومية ولقب "الملكة" الذي ارتضته لنفسها.
ودون شك، فإن ذلك لم يؤثر على مسيرتها الفنية، أقلّه في الخليج، ولا على حفلاتها. على العكس تماما، فإنه غذّى حضورها داخل أعراس الخليج، وقلل من مشاركاتها في المهرجانات، بعد خلافها مع شركة روتانا، والتي لم تستطع ترويض نجمة الخليج الأولى.
لكن أحلام انتصرت عبر "بلاتينوم ريكوردز" التي وقعت معها، رغم كل الأخبار المتداولة حول كون الشركة ليست على قدر من المسؤولية تجاه النجوم الكبار، أو أنها لا زالت في طور التأسيس.
كل ذلك أجبر أحلام على الهروب إلى الأمام والعودة إلى الغناء، فاختارت أغنية رومانسية ولحنا بسيطا وكلمات اعتمدت على اللهجة البيضاء المتعارف عليها في أنحاء الوطن العربي، كما اعتمدت لنفسها في الفيديو كليب بعدا رومانسيا لمغنية اتهمت دوما بأنها فظّة، ولا تجد وقتا لرومانسية تشعل معجبيها في العالم العربي.
باختصار، ربحت أحلام المعركة في حرب "المشروعات" أو "الإنتاجات" الفنية التي تستند إلى المحسوبيات، واستطاعت بـ"سلة" متكاملة أن تعيد ترميم صورتها التي تكسّرت في عيون متابعيها بسبب مواقفها الانفعالية.