أحلام الغائبة... تفتح جبهة الخليج

10 يونيو 2014
الصورة من أرشيف"العربي الجديد"
+ الخط -
يبدو أنّ الفنانة أحلام، باتت تعيش هذه الفترة على المواجهات، فالنجمة الغائبة فنيّاً، منذ ما يقارب عامين، تشنّ بين الحين والآخر معارك وحروباً صغيرة على زملائها من دون سبب وجيه!

الأكيد بأنّ موقع Twitter فضح نجوم الغناء في العالم العربي. وأكثر من ذلك هو عرّى بعضهم حتّى من الحدّ الأدنى من اللياقة المفترض أن يتمتّع بها هؤلاء في عالم الميديا الحديثة. ورسّخ Twitter حالة جديدة من لغة التخاطب بين النجوم وجمهورهم، أقلّه بالنسبة إلى أحلام، التي تستلذّ بإهانة غيرها من زملائها، وتوجيه التهم إليهم جزافاً لمجرّد الغيرة الفنية.

بعد معارك أحلام والفنان راغب علامة، في برنامج "آرب ايدول"، في موسميه السابقين، ردّت أحلام قبل فترة على الملحّن اللبناني سمير صفير، الذي انتقدها. ردّت باستفزاز فخرجت من عباءتها الخليجية وتحفُّظ مجتمعها المعروف بالتزام ومراعاة قواعد النقد، والردّ بطريقة مناسبة مهما كان هجوم الطرف الآخر قاسياً، أو نقدياً مستفزاً. لكن على العكس تماماً أظهرت أحلام، في مجمل ردودها على منتقديها انفعالاً غير مبرّر، جعلها تخسر محبّة كثيرين كانت بالنسبة إليهم مثالاً في الفنّ.

بعد راغب علامة وسمير صفير، جاء دور الفنانة الكويتية نوال. فقد فتحت أحلام، النار عليها لأنّها شاركت في مهرجان "موازين" المغربي هذا العام. والمعروف أنّ الفنانة نوال الكويتية، واحدة من أكثر فنانات الخليج التزاماً، وتتمتّع بالترفّع عن صغائر الأمور كما في حياتها الفنية كذلك في حياتها العملية. وذنبها الوحيد هذه المرّة أنّها شاركت في مهرجان له ناسه وجمهوره الكبير. وكان لزاماً على المتابعين مقارنة بجمهور نوال الكويتية، بالمهرجان السابق الذي حلّت أحلام ضيفته.
كلّ ذلك شغل أحلام، وأعطى فرصة لجمهورها المجهول على صفحات التواصل لإبداء رأيه وكيل الاتهامات والشتائم لنوال الكويتية، من دون سبب وجيه أو هدف مقنع، إلا بهدف الصراخ: أحلام ملكة الغناء العربي!

هذا التجاذب في الآراء يقبع تحت سلّم المنافسة، وشعار "أنا أو لا أحد" يرفعه كبار النجوم اليوم في العالم العربي، وإن لم يكن عبر Twitter فعبر معارك خفية تمرّ من تحت طاولات الصفقات.
هذه الصراعات المجانية تُفقِد الفنّ والغناء معناه الأصلي، وترمي بثقلها على يوميات النجوم الذين داهمتهم على غفلة مواقع التواصل الاجتماعي، ونقول على غفلة لأنّ بعضهم لا يلتزم بأدنى شروط التخاطب مع الناس ويفتح بالتالي جبهات فارغة أقرب إلى السخافة على صفحته، فيتحدث عن ثيابه وسفره وحذائه!  ويحشد لهذا كلّه المعجبين وجلّهم "حسابات مزيفة" للقول إنّه "الملك"، أو: أنا ومن بعدي الطوفان.

قد تكون أحلام أحيانا محقة في ردودها على المنتقدين لكنّ ذلك لا يجيز لها إهانة الناس نظراً لما تمثّله في أذهان معجبيها أولاً، الذين يعتبرونها مثالا، أقلّه في الغناء. وذلك لا يقلّل بالضرورة من نجاح صاحبة "والله أحتاجك" فنياً. بل تصغّرها هذه الأفعال والأقوال في عيون متابعيها لسحبها الكلفة الواجبة خلال مخاطبتهم... كلّ هذا يضعها على محكّ فاصل بين الغناء وبين شخصية المنافسة بشراسة لزملائها، الذين لا يحسنون التعامل أو الردّ عليها فيلزمون الصمت، ونوال الخليجية مثال على ذلك .

المساهمون