أثيوبيا تسقط في شباك ليبرمان والاستثمار الإسرائيلي

18 يونيو 2014
ليبرمان يخترق أفريقيا اقتصادياً (ميناسي وندمو/الأناضول/Getty)
+ الخط -

لولا تصريحاته الأخيرة بشأن محاربة "بوكو حرام"، واعتماد إسرائيل لنفس شعار نيجيريا "أعيدوا بناتنا" واستخدامه في أمر اختفاء المستوطنين الثلاثة، لبقي نشاط وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، السياسي والاقتصادي في القرن الأفريقي، بعيداً عن أنظار وسائل الإعلام.

ويولي ليبرمان أهمية خاصة منذ سنوات لتثبيت أقدام إسرائيل في القرن الأفريقي، لجهة الضغط على مصر وتهديدها بدعم المخططات الأثيوبية في مياه النيل، وتوظيف دعم أثيوبيا في مواجهة مصر لصالح إسرائيل.

وكشفت صحيفة "إسرائيل ديفنس" الإسرائيلية، أن ليبرمان اصطحب معه في جولته الأفريقية، 50 مديراً رفيع المستوى لكبرى الشركات الإسرائيلية، من بينهم مديرون في شركة "إلفيت" الإسرائيلية للمنظومات المتطورة، بهدف دفع المصالح الاقتصادية الإسرائيلية، وتحقيق اختراق لصالح رجال الأعمال الإسرائيليين في القرن الأفريقي كخطوة استباقية لمواجهة مقاطعة أوروبية ودولية لإسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فإن ليبرمان يبحث عن إبرام صفقات اقتصادية كبيرة في المنطقة النامية، للشركات الكبرى في إسرائيل مثل "إلفيت" وشركة "إسرائيل للكيماويات"، خاصة على ضوء القلق السائد في أوساط الساسة ورجال الأعمال الإسرائيليين، من حالة عزل إسرائيل ومقاطعتها، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة "بسجوت" للاستثمار، ترانس كلينجمان.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أنه مقابل تراجع الاستثمار والنشاط الاقتصادي للدول الأوروبية في فلسطين المحتلة، فإن النشاط الاقتصادي لدول جنوب الصحاري الغربية في أفريقيا، بلغ في العام الماضي 1.4 مليار دولار، أي أربعة أضعاف النشاط في العام 2003، وفقاً لمدير القسم الاقتصادي في معهد التصدير الإسرائيلي، شاؤولي كتسينلسون.

ويشكل نشاط ليبرمان خروجاً عن المألوف، إذ تقول "إسرائيل ديفنس"، إنه بعد سنوات من امتناع السياسيين الإسرائيليين عن تسويق صفقات أمنية (أسلحة ومستشارين وخبرات)، فإن ليبرمان يكسر هذا الإجماع وهذه القاعدة، ويعمل مع مجموعة المديرين الذين اصطحبهم في جولته، إلى إبرام مثل هذه الصفقات.


ويلقى سلوك ليبرمان هذا، ترحيباً من رجال الأعمال والشركات الإسرائيلية، خاصة وأنهم يدّعون أن نشاطهم لم يكن يلقى اهتماماً من الدوائر السياسية، خلافاً للحال مع أقرانهم من الولايات المتحدة والصين.


ويأمل هؤلاء أن تساهم الجولة المشتركة مع ليبرمان في أثيوبيا والدول الأفريقية، في إزالة عوائق كثيرة وتحقيق اختراق كبير للأسواق الأفريقية.

ووفقاً لدراسة خاصة أجرتها وزارة الاقتصاد الإسرائيلية حول التبادل التجاري والاقتصادي مع الدول الأفريقية في جنوب الصحاري، فإن إجمالي التصدير الإسرائيلي بلغ في العقد الأخير مليار دولار، حيث يتركز النشاط مع 45 دولة من أصل 50 دولة أفريقية جنوب الصحاري، أبرزها: جنوب أفريقيا، نيجيريا، غانا، كينيا، وبوتسوانا، حيث تستهلك هذه الدول 70% من صادرات إسرائيل، وتذهب 30% من هذه الصادرات إلى نحو 35 دولة.

وإلى جانب البُعد الاقتصادي، فإن ليبرمان يوجّه نشاطه بشكل أساسي لضمان دعم الدول الأفريقية، وخاصة تلك التي تعاني إشكاليات مع بعض الدول العربية في أفريقيا، أو مع الجماعات الإسلامية، كما في مالي ونيجيريا، لضم هذه الدول إلى المحور الإسرائيلي في كل ما يتعلق بدعم سياسات إسرائيل الاحتلالية والاستيطانية، والسعي لتحييد هذه الدول، في أقل حال، ومنعها من الانضمام تلقائياً لمشاريع وقرارات شجب إسرائيل في الأمم المتحدة أو مقاطعتها اقتصادياً وسياسياً.

ويأتي نشاط ليبرمان المعلن، ليشكّل أيضاً تحولاً في النشاط السياسي والدبلوماسي، وحتى العسكري الإسرائيلي في الدول الأفريقية، إذ سعت إسرائيل دائماً إلى التكتم على الصفقات التي تبرمها مع دول أفريقية، سواء كانت اقتصادية وتنموية، أم صفقات أسلحة.

المساهمون