أتنفس أسئلتي حتى الآن

31 مايو 2019
"زمن معلق"، تيسير البطنيجي/ فلسطين
+ الخط -

الورد المُتبتِّل فينا شعرٌ
والدَمع المختنق الصامت أيضاً شعرٌ
والولد الجالس تحت حقيبته
يتشهى أمراً، ويُقَمّط أمراً،
والبيت المُفعم بالضوء الفاتر، صينية قشٍّ تجلس 
في صَدر الدارْ.

■ 

- سامحني يا صاحب، 
وَ"يَتُكّ" السجارة، يَفْرِكها
لا أقصد، 
صدّقني
هذي هَمهَمَة المقهورين
والشجر المتقصّف دوماً، لا تقلق، "سنكون بخير". 

■ 

تجلس وحدك
ساعات الوقت المتأخر ليلاً
فهنالك أيام ما زالت تنظر فيك وتصغي.

■ 

الفجر كلامٌ، والبحر كلامْ
والملح كلامٌ، 
والقمح كلامٌ
ودموعك يا أُمي شيء لا يشبه هذا.

■ 

وارفةٌ قهوته مثل العادة، فلماذا نتّعثر في الجمل السهلة، 
وكأن الأحرف ليست منا عرفت 
قامتها يوماً. 



منعرج يتلوى فينا، شَرِسٌ 
يتعصّر فينا، يَعْصرنا، ويخبِّئ شيئاً في رئتيه.

■ 

الصوت الخافت
يا الله...!

■ 

وتقول الجارة للجارة، وتُصَفِّق:
"يا خايسة: 
شُفْتي 
شو صار...!"

■ 

وَعَرٌ في الصحف المَستوفَة فينا، 
وَعَرٌ في ظِلِّ الصورة
وَعَرٌ في كل صراخ مرتفع
وَعَرٌ...،
لكني أتنفس أسئلتي حتى الآن.



* شاعر من فلسطين

المساهمون