أبو يعرب المرزوقي: أديان قديمة وسياسيات حديثة

14 نوفمبر 2015
(من مخطوط لكتاب "كليلة ودمنة")
+ الخط -

ليس من الغريب أن يطغى الشأن السياسي على تمثّلات الفكر في مرحلة كالتي نعيشها؛ حيث تتضخّم أسئلة السياسة، فلا تجد تفسيرات ضمن مفرداتها فحسب، ما يستدعي قراءات تقدّمها مجالات أخرى مثل الدين والفلسفة والعلم، كأشكال مختلفة للمعرفة الإنسانية.

على هامش معرض "الكتاب العربي الأول" المُقام في إسطنبول، حاضر أمس المفكّر التونسي أبو يعرب المرزوقي عن "علاقة الدين بالسياسة"، في كلمة حملت عنوان 'أديان قديمة وسياسات حديثة" حاول فيها تفكيك عدّة مفاهيم وإرجاعها إلى أصولها القديمة (الدينية غالباً).

من منطلقاته الفلسفية، يفكّك المرزوقي الظواهر والمفاهيم المتداولة، إذ يحدّد المفهوم المحوري في مجال السياسة بالقول إن "السلطة تمنع الحرب، لكن لا تحقّق التوافق والسلم بين الناس"، ليتخلص عن محدودية القدرة السلطوية في تنظيم الشأن الإنساني.

من هذا المفهوم، يمر المرزوقي إلى مفهوم ملتبس وإشكالي في الحياة العربية وهو العلمانية، إذ يقول "يمكن أن يكون هناك إنسان علماني، لكن لا يمكن أن تكون هناك دولة علمانية، للحاجة إلى نظام أخلاقي إنساني وليس فقط إلى سلطة"، مضيفاً "إذا اجتمع الناس بالوازع الداخلي كانوا أمّة، وإذا اجتمعوا بالوازع الخارجي كانوا دولة".

يندرج هذا الحديث في مشروع عام لصاحب "الاجتماع النظري الخلدوني"؛ حيث يحاول إعادة تجميع الشروط النظرية للنهضة؛ هذا المشروع العربي الذي ظل قيد الإجهاض منذ أكثر من قرن. ولعل ملامسة المرزوقي للفلسفة السياسية في محاضرته هذه، تبيّن أفق مشروعه الفلسفي الذي يضرب عميقاً قي التراث العربي الإسلامي، ولكنه ينزع نحو تفسير الحاضر وتقديم مقترحات لتجاوز عثراته. 


اقرأ أيضاً: أبو يعرب المرزوقي: استئناف مغامرة التفكير 

المساهمون