أبو هلالة لـ"العربي الجديد": التعددية عقد بين "الجزيرة" والمشاهد

25 يوليو 2014
ياسر أبو هلالة: ضد الاستقطابات الثنائية في الشارع العربي
+ الخط -
يعتبر ياسر أبوهلالة نفسه محظوظاً وهو يتسلم موقعه الجديد، مديراً للجزيرة الإخبارية، في ظلّ الإجماع الذي حصلت عليه القناة مرة أخرى، بتغطيتها للحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وإعادتها القضية المركزية إلى الواجهة. "أنا محظوظ في التوقيت" يقول لـ"العربي الجديد" الذي حاوره هاتفياً.

قبل أن ندخل في تفاصيل المرحلة الجديدة ورؤيته للتغييرات فيها، يسارع أبوهلالة إلى التأكيد على أنه "ابن الجزيرة"، وفيها تشكلت شخصيته الصحافية، وقد غطى الربيع العربي على الأرض والانتخابات التي تلتها والحروب التي أصابتها. كأنه يذكرنا أنه ليس ابن الادارة القادم من خلف المكاتب، فقد عُجن بروح "الجزيرة" التي باتت علامة عالمية لها الريادة في عالم الميديا الآن في العالم بحسب الاحصائيات.

لن يغير أبوهلالة في روح قناة "الجزيرة" واستراتيجيتها، يقول رداً على سؤال حول رؤيته لها في المرحلة المقبلة، إن "هذه الروح هي أساس العقد الذي تم بينها وبين المشاهد".

لا يقول إنه سيجعلها الأكثر مشاهدة، فهذا حاصل فعلاً ونسبة المشاهدة الأخيرة في تغطيتها لحرب غزة تثبت ذلك. طموحه الحقيقي يقوم على رفع الفارق في عدد المشاهدين بينها وبين القنوات الأخرى. أما التحدي في هذا الفارق، فهو الوصول إلى جيل الـ"سمارت فون" الذي يتابع الميديا عبر شاشات هواتفه، "أريد ان أصل إليه في برامجي وخطابي..ويصل إليّ هو أيضاً".

يتدفق صوته المتحمس للعمل، والأفكار لديه كثيرة، ويذكرنا مرة أخرى أنه ابن الجزيرة، ومعني بوجودها وبالأساس الذي قامت عليه: التعددية، في الرأي والرأي الآخر، لا على أساس الاستقطابات الثنائية التي تسيطر على الشارع العربي الآن، إسلامي/علماني، سني/شيعي، من ثنائيات يجب كسرها. فالقناة الآن أمام تحدّ جديد "كيف سأدير الجزيرة في وسط منقسم على أكثر من مستوى؟.. وكيف سأعمل وسط هذا الانقسام وأسمع صوت الجميع وأبقى محايداً لا طرفاً"..
هل سيخفّف إذن من حضور الإسلاميين الطاغي في الجزيرة أمام هذه التعددية؟

لا يوافق على التوصيف، ويعتبر أن "أسطورة الاسلاميين" في الجزيرة جرى تضخيمها، ويتابع "لست معنياً بإقصاء الاسلاميين ولست قلقاً في الوقت نفسه من حضورهم على شاشة الجزيرة".

هاجسه كما أي إعلامي مهني هو "الوصول للمعلومة وإيصالها للجمهور". ويطالب أن يتم الحكم على القناة من خلال ما يجري على الشاشة من برامج وخطاب إعلامي، لا على النوايا.

أتساءل إن كان نهجه في الوصول إلى جيل الـ"سمارت فون" سيقود بالضرورة إلى تغيير في الوجوه على شاشة الجزيرة؟ يقول إن "المسألة ليست مرتبطة بالاشخاص سواء الصحافيين أو المذيعين، فالجزيرة عمل مؤسسي وتراكمي". سأعود لمسألة الثنائيات التي لا أحبها حتى على هذا المستوى، الجيل القديم والجيل الجديد، يؤكد مرة أخرى ويتابع، "في كل شاشات العالم تلتقي الأجيال المختلفة. وعلى المشاهد أن يرى نفسه على الشاشة أياً كانت مرحلته العمرية، وكم من مذيع مخضرم أكثر قدرة على جذب الجمهور من مذيع شاب".

قبل أن يمضي إلى الاجتماع الأول الذي سيحضره بعد قرار تعيينه، يقول قبل أن يغلق كلانا الهاتف: "هذا لا يعني أنني لن أعالج الأخطاء، فبرنامجي قائم على أساس المهنية".
دلالات
المساهمون