أبطال منسيون.. عم صلاح الهلالي

05 فبراير 2015
"لا قيمة لانتخابات أتت على أعتاب دماء الشهداء"
+ الخط -

صلاح الهلالي، أو "عم صلاح" كما يناديه كل من حوله، رجل في الخمسين من عمره، تغمره "جدعنة ولاد البلد". لم تعرفه الفضائيات ولا أضواء المؤتمرات أو بعض الائتلافات النخبوية. انخرط وسط الآلاف من الشباب الثوري، حالماً معهم بمستقبل يحمل بين طياته عدالة اجتماعية وحياة أكثر أمناً. ولكن سرعان ما تحطمت آماله على أسوار المعتقل، الهلالي يقبع حاليا خلف قضبان سجون نظام جاء على أكتاف من ناهضوا الظلم والفساد، حكم على الهلالي بالسجن مدة 15 عاما، لمشاركته في تظاهرة رافضة لقانون التظاهر. وقد روى من خلف قضبان زنزانته لـ(جيل العربي الجديد) عن مشاركته ودوره في ثورة يناير.


أحداث 25 يناير

أكد صلاح الهلالي عدم انضمامه لأي تيار سياسي أو حزبي قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير، موضحا، "حاولت التفاعل مع الشباب الثوري قبل الثورة، عبر المشاركة في أحداث 3 مايو/أيار 2010، ولكنني وجدت صعوبة في ذلك"، معبرا بابتسامة"ربما لأن هيئتي وملامحي أقرب إلى ضابط أمن دولة، ولكن حينها أدركت أنه يجب علي الانضمام إلى حركة سياسية منظمة، حتى نستطيع تغيير مؤسسات الدولة المتهرئة الغارقة في الفساد، فقادتني الصدفة العظيمة إلى الانضمام لحركه شباب من أجل العدالة والحرية، وبالفعل قررنا الدعوة للنزول والاحتشاد يوم 25 يناير، تزامنا مع عيد الشرطة للتظاهر ضد قمع أجهزة الداخلية، انطلقت المسيرة التي كنت معها من أمام مسجد محمد محمود، في حي المهندسين، وتوجهت مع آلاف المواطنين الغاضبين تجاه ميدان التحرير، ولكن تم فض الميدان من قبل قوات الأمن مساء 25 يناير، لم يكن قلبي راضيا عن تركي للميدان، وهكذا حدث أيضا يومي 26 و27 يناير". مستكملا "يوم 28 يناير تحركت مع الجموع الثائرة وازدادت حدة الاشتباكات بيننا وبين الامن وانتهى اليوم بسقوط عدد من الشهداء".

أوضح الهلالي أن دوره كان يكمن في "تقديم المساعدات العينيه، متمثلة بالطعام والخيام والأدوية، ووضعت سيارتي رهن شارة كل من كان يحتاج إليها في إنقاذ المصابين، بخلاف أنني كنت أقوم على تأمين المنصة والإذاعة الثورية آنذاك، ولم أكن مهتما بالشأن السياسي والحزبي، لأن العمل الثوري كان الأهم بالنسبه لي.


تنحي مبارك

ويروي صلاح الهلالي "حينما أعلن قرار التنحي لم تصل درجة سعادتي كمثل من حولي، فكنت أشعر أنه انتصار باهت، فقد أطيح برأس النظام، ولكن النظام الفاسد باقٍ كما هو، ثم فوجئنا بأن جماعه الإخوان ترغب في ترك الميدان، مكتفين بقرار التنحي. فبعد ترك الميدان استمررت بالمشاركة في المسيرات والوقفات الاحتجاجيه للمحافظه على الروح الثورية وسط الشعب حتى لا تضيع الحقوق مجددا.


الانتخابات الرئاسية

يؤكد الهلالي على أنه لم يكن "متصورا أن تقوم أجهزة الدولة حينذاك بحصر الشعب فى الاختيار بين ممثل نظام مبارك البائد وبين ممثل جماعة الإخوان المسلمين، والذي أجبر جموع جماهير الثورة للتصويت للمعزول محمد مرسي، ليس حباً به، ولكن نكاية في أحمد شفيق، حيث إن انتخاب شفيق كان بمثابة طعنة في قلب الثورة، فقررت الإدلاء بصوتي لمحمد مرسي ولكن على مضد".


أحداث الاتحادية

بعدما وقعت الاشتباكات ما بين المؤيدين والمعارضين وازدادت حدتها سقط العديد من الشهداء "حينها أيقنت أن البلد على شفا الانقسام، كما اتجهت أغلب الآراء إلى تدخل المؤسسة العسكرية، تلك اللحظة التي وضعنا أنفسنا بأيدينا بين فكي العسكر وأذناب نظام مبارك من جديد، فلم يكن أمامنا خيار سوى التدخل العسكري".


30 يونيو

أوضح الهلالي أن مشاركته في موجة تصحيح المسار، 30 يونيو لم تكن سوى بنية "الإطاحه بجماعه الإخوان من سدة الحكم، لما وصلت إليه البلاد من أحداث عنف طائفي تسيدت الساحة السياسية حينها، ولكنني أعلنت موقفي الصريح برفضي التفويض الذي طل علينا به السيسي يوم 3 يوليو، فكيف يطالبنا بمنحه تفويضا يخول من خلاله ممارسة مهمته، التي يفترض أن يقوم بها دون توجه أو تفويض من أحد، فواجبه أن يحمي فقط، والسياسه لم تخلق للجيش".


فض اعتصام رابعة العدوية

أشار الهلالي إلى رفضه القاطع لما وقع من أحداث أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، الذي راح ضحيته مئات الشهداء والمصابين، لافتا النظر إلى أن "أغلبهم كان منساقا وراء جماعة استغلت بساطتهم وجهلهم وفقرهم لخدمه مصالحها، وعلى هذا الأساس، رفضت المشاركة في المسرحية الهزلية التى سموها الانتخابات الرئاسية، فلا قيمة لانتخابات أتت على أعتاب دماء شهداء سقطوا ولم نحصل على القصاص لهم حتى لحظتنا هذه".


(مصر)

المساهمون