رسمت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، فاليري آموس، صورة مروعة لوحشية الحرب بسورية، في آخر كلماتها الرسمية أمام مجلس الأمن الدولي، داعية إلى عمل جماعي لإنهاء الحرب.
وقالت آموس، التي ستسلمّ منصبها إلى البريطاني ستيفن أوبراين، إنه "على مدى أكثر من أربع سنوات شهدنا سورية تنزلق إلى أعماق سحيقة من اليأس"، وتحدثت عن قصف جوي لسوق في دركوش، أواخر الشهر الماضي، أسفر عن مقتل ما بين 40 و50 مدنياً، مشيرةً أيضاً إلى أنباء عن إعدام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عشرات المدنيين، خلال الأسبوع الأخير بعدما سيطر على تدمر.
وأضافت آموس "ما زالت ترد إلينا تقارير عن استخدام الكلور، وعن قتل وإصابة وترويع مدنيين... ما زالت المدارس والمستشفيات تتعرض لهجمات"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
كما حثت المجلس على ضرورة اتخاذ إجراء لحماية المدنيين، وإنهاء الحصار، وضمان وصول عاملي الإغاثة للمناطق المنكوبة، ومحاسبة مجرمي الحرب.
وفي هذا السياق، أوضحت المنسقة الأممية أن موظفي الإغاثة لم يتمكنوا من الوصول إلى أي من 422 ألف شخص تحت الحصار، متهمة النظام السوري بتطبيق قواعد ولوائح جديدة، تتسبب في تأخير لا داعي له في تسليم المعونات الطارئة.
كما رأت أنّ تقدم "داعش" "يجلب معه أبعاداً جديدة من المفاسد لسورية، بالقتل العشوائي والتشويه والاغتصاب والتدمير.."، معتبرةً أنّ الأطراف المتحاربة "تجاهلت عملياً كل جوانب القرار الذي أصدره مجلس الأمن في فبراير/شباط 2014 والذي يجيز نقل المساعدات عبر الحدود، ويطالب أطراف الصراع بالسماح لعاملي الإغاثة بمساعدة المحتاجين.
في المقابل، رفض مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، انتقادات آموس، لافتاً إلى أنّ "المشكلة الحقيقية، تتمثل في حصول ما وصفه بالجماعات "الإرهابية" على دعم من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر".
وبحسب الجعفري، فإنّ "العقوبات الأميركية والأوروبية وغيرها، تزيد الوضع الإنساني سوءاً، وأنّ مثل هذه الإجراءات الجائرة لا بد أن تتوقف".
اقرأ أيضاً آموس: نفدت الكلمات لشرح العنف والوحشية في سورية