آمال قرامي في مصر: حاسوب وأفكار محجوزة

04 يناير 2016
(تصوير: أوغسطين لو غال)
+ الخط -

بعد وصولها إلى مصر، إثر دعوة للمحاضرة في ندوة حول الإرهاب تنظمها مكتبة الإسكندرية، تم حجز الباحثة التونسية آمال غرامي في مطار القاهرة، ثم منعت من دخول الأراضي المصرية لتعود إلى تونس.

ليست هي الحادثة الأولى من هذا النوع، فقد تكرّر هذا الأمر مع الكثير من المسافرين القادمين من بلدان عربية رغم أنهم يحملون تأشيرات دخول من سفارات مصرية في بلادهم. في ما عدا تصريحات غرامي، لم تعرف أسباب منعها من دخول مصر، مع ترجيح أن تكون مقالاتها في جريدة "الشروق" المصرية سبباً في ذلك، رغم أنها لم تكن تنتقد النظام المصري بشكل مباشر، إضافة إلى توجّهات مؤلفاتها النسوية مثل "الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية".

مع عودتها إلى تونس أمس، كتبت قرامي عبر صفحتها على فيسبوك مقالاً بعنوان "ليلة حجزي من شرطة ميناء القاهرة الجوي"، ومن بين ما ورد فيه: "المحجوزة، هكذا يغدو اسمي، ممنوعة من دخول مصر... والسبب تهديد الأمن القومي".

وأضافت "حين أدعى لتقديم محاضرة حول "تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب: الحصيلة والمقترحات" ثم أعد في خانة الإرهابيين تستوي الأضداد. وحين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك "إلى التحقيق يا محجوزة"، تفكر أكثر مرة في معنى التطرف والإرهاب".

اليوم، أصدر "اتحاد الكتاب التونسيين" بياناً تضامنياً جاء فيه أن الاتحاد "يستنكر هذه المعاملة المهينة التي قوبلت بها آمال قرامي، وإذ يندد بمثل هذه المواقف التي ما انفكت تصدر عن سلطات النظام السياسي المصري القائم تجاه الكتاب والمفكرين العرب، يعلن تضامنه التام مع الأستاذة آمال قرامي، ويطالب السلطات المصرية بتقديم اعتذار رسمي لها".

طبعاً، من الصعب أن ينتظر مثقفو العالم العربي اعتذاراً بعد هذه الحادثة المؤسفة، فالآذان الرسمية صمّاء، بل عادة ما تعتبر مثل هذه الممارسات من حسن أداء الواجب الأمني.


اقرأ أيضاً: براءة أحمد ناجي.. فرصة للتهليل

المساهمون