معاناة 7 آلاف نازح سوري في مخيم "المبروكة"... حصار ونقص خدمات

20 ديسمبر 2017
أطفال مخيم المبروكة السوري بلا رعاية طبية (فيسبوك)
+ الخط -
فقد طفل سوري حديث الولادة حياته في مخيم "المبروكة" بريف الحسكة، أمس الثلاثاء، بعد أقل من أسبوع على وفاة طفل آخر من جراء نقص الرعاية الطبية، لينضما إلى من سبقهما من الأطفال الراحلين في ذات مخيم النازحين.

وتتواصل معاناة أكثر من 7 آلاف نازح يقيمون في المخيم، غالبيتهم العظمى من أهالي محافظة دير الزور، وقالت مصادر من داخل المخيم لـ"العربي الجديد"، إن "الطفل حديث الولادة الذي فقد حياته لم يجد طبيباً ليفحصه، وإن رضيعاً مات، الأسبوع الماضي، بسبب عدم توفر الرعاية الطبية".

وبينت المصادر أنه "لا يوجد داخل المخيم أي نقطة طبية ولا طبيب، ومن يحتاج مراجعة طبيب عليه أن يقدم طلباً إلى إدارة المخيم التي تعطيه ورقة مختومة تسمح له بمراجعة المستوصف الموجود في مركز ناحية المبروكة، والتي تبعد عن المخيم نحو كيلومتر. أهالي المخيم محرومون من حق مغادرته إلا بحسب الشروط التي تضعها الهيئة الداخلية التابعة للإدارة الذاتية، والنازحون يسلمون بطاقاتهم الشخصية وأوراقهم الثبوتية لإدارة المخيم عندما يصلون إلى المخيم".

وقال الناشط الإعلامي صهيب الحسكاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "مخيم المبروكة هو الأفضل بين مخيمات النازحين في الرقة والحسكة، وتم إنشاؤه قبل أكثر من عام على أرض تعود إلى شخص يعرف باسم الحج خيران"، لافتاً إلى أن "وضع الخيام أفضل من غيرها في المخيمات الأخرى، كما أنه يوزع على العائلات سلالاً غذائية، وإن كانت في معظم الأوقات لا تكفي العائلات التي تضطر أن تشتري ما ينقصها رغم واقعها المالي السيئ، في حين تسود البطالة بين الأهالي".

وأضاف الحسكاوي أن "الوضع الطبي ليس جيداً، حيث ينتشر في المخيم أمراض منها اللشمانيا والحصبة رغم وصول لقاحات أخيراً، وفي ما يخص التدفئة فالعائلات في المخيم تتلقى حصة من المازوت كل خميس، في حين سبق أن وزع عليهم مدافئ صغيرة".

وذكر أن "غالبية الأهالي يحلمون بيوم عودتهم إلى بلداتهم، ولا يرغبون في السفر إلى تركيا رغم أن المخيم يبعد عن الحدود التركية السورية نحو 10 كم، وأخيراً خرجت مظاهرة في المخيم تطالب بالسماح لأهالي المخيم بمغادرته والعودة إلى بلداتهم، ما تسبب باعتقال أعداد من النازحين بتهمة إثارة الشغب".

وأوضح الناشط الإعلامي، أن "مصادرة الأوراق الثبوتية من النازحين، تهدف إلى منعهم من مغادرته، حتى لا يحاول الشخص التجول في مناطق قسد، أو مناطق الفصائل المعارضة سيطلب منه بطاقته الشخصية، وعدم امتلاكه لها يعني اتهامه، أنه إما من عناصر داعش، أو من عائلة أحد مقاتلي التنظيم".

وقال الحسكاوي "تحاول قوات سورية الديمقراطية عبر منظماتها التي تتردد على المخيم ترغيب الشباب في الالتحاق بصفوفها، وهذا هو العمل المتوفر للفقراء، حيث يدفع للمقاتل نحو 35 ألف ليرة، وهناك أخبار أنه سيتم رفع الراتب إلى 55 ألف ليرة. بالطبع الراتب بخس، لكن يضاف له سلة غذائية أكبر من التي توزع على العائلات النازحة، وبالتالي يؤمن الشخص دخلاً لأسرته، وبالرغم من ذلك ما زال عدد الشباب الملتحق قليلاً إلى اليوم".

دلالات
المساهمون