"يوتيوب" تفشل في حماية المستخدمين الأطفال

05 اغسطس 2017
لا تلقى تبليغات الإساءة التجاوب اللازم (فرانس برس)
+ الخط -

رأى مراقبون في "يوتيوب" أن آليات حماية الطفل في الشركة تتدهور، وحذروا من أن الساعين إلى الاعتداء أو الإساءة إلى الأطفال سيستغلون وسائل التواصل الاجتماعي في غرضهم هذا، و"يوتيوب" على بيّنة من المشكلة، إذ جهزت شبكة خاصة من المتطوعين الذين تدعوهم بـ"المخبرين الموثوقين"، للمساعدة في تحديد المشاركات والتعليقات المقلقة على الموقع.

لكن أفراداً في فريق "المخبرين الموثوقين" في "يوتيوب" أشاروا إلى أن الشركة لديها تراكماً ضخماً من التقارير، ويعود بعضها إلى أشهر عدة فائتة، وتستجيب الشركة لجزء صغير من شكاوى العامّة حول الإساءة للأطفال واستغلالهم على الموقع، كما جاء في أحاديثهم لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، اليوم السبت.

وأفاد أحد المتطوعين بأنه قدم أكثر من 9 آلاف تقرير في سبتمبر/أيلول عام 2016 وحده، ولم تعالج الشركة أي منها. كما شكّك آخرون بمدى فعالية صفحة "يوتيوب" العامة للتبليغات، إذ خلال الشهرين الأخيرين بلغوا عن مئات الحسابات التي تنتهك إجراءات الموقع، لكنهم تلقوا 15 رداً فقط من أصل 526 تقريراً.

وأوضحت "بي بي سي" أن التقارير تركت مجالاً للاعتراض عليها، إذ جاءت معظمها على أشرطة فيديو للمراهقين والأطفال. والفيديوهات نفسها، وفقاً لـ"المخبرين الموثوقين"، ليست إباحية ولا تحتوي على العري، بل العديد منها فيديوهات بريئة لمراهقين يضعون مستحضرات التجميل أو يتمرنون أو يمرحون مع الأصدقاء.

لكن التعليقات أسفل الفيديوهات المذكورة تتضمن إيحاءات جنسية صريحة، وبعضها يشجع المستخدمين الصغار على نشر فيديوهات من دون ارتداء الملابس أو التحدث عن أجسادهم، والبعض الآخر يطالب الأطفال بالتواصل على تطبيقات التراسل الخاصة، علماً أن تقارير سابقة أبلغت عن تصرفات غير لائقة على مقاطع فيديو مشابهة وأثارت شائعات حول وجود دائرة منظمة من الـ"بيدوفيليا".

وأشار أحد المتطوعين إلى أن "يوتيوب" لا تكثف جهودها في هذا المجال، ما يعرّض الأطفال لمواقف خطيرة عدة على منصة الفيديو، بدءاً باستغلالهم جنسياً من البالغين الأكبر سناً أو الإساءة إليهم جنسياً من أشخاص يماثلونهم في السن، وأفاد بأنه منذ انضمامه إلى فريق "المخبرين الموثوقين" في 2014 لم يلحظ أي مجهود حقيقي في هذا المجال، مؤكداً أن أقل من 50 في المائة من التقارير تلقى تجاوباً من الشركة.

وأثار تقرير "بي بي سي" القلق حول سياسة المنصة إزاء استغلال مستخدميها الأطفال، علماً أنها صرحت في مارس/آذار الماضي بأنها "لن تتهاون مع المحتوى الجنسي الموجّه للقاصرين، وبينها التعليقات غير اللائقة".

المساهمون