"يوبا الثاني": التاريخ عبر الجسد

12 مارس 2016
(تمثال نصفي لـ يوبا الثاني)
+ الخط -

ابتداءً من اليوم، وعلى مدار ثلاثة أيّام متتالية، يُقدَّم على خشبة "المسرح الجهوي" في مدينة قسنطينة الجزائرية العرض الكوريغرافي "يوبا الثاني"، الذي يتناول سيرة الملك الأمازيغي (52 ق.م – 23 ق. م).

تنطلق مخرجة العرض، نوّارة إيدامي، من نصّ كتبه حسين طيّب، لتُقدّم خلال ستّين دقيقةً، لوحات تجسّد سيرة يوبا الثاني الذي وُلد في عنّابة، شرقي الجزائر، وعاش طفولته في روما، وحكم تحت الوصاية الرومانية انطلاقاً من مدينة شرشال (في الجزائر حالياً) قيصريةَ عاصمة مملكة موريتانيا التي كانت تمتدّ من شرق الجزائر إلى شمال المغرب الأقصى الحاليين.

عن اختيارها هذه الشخصية التاريخية، أوضحت إيدامي، خلال ندوة صحفية عقدتها أمس في مبنى "مسرح قسنطينة الجهوي"، أن "يوبا الثاني يمثّل نموذجاً للملك المثقّف الذي شجّع الآداب والفنون والعلوم والعمران، وكان له الفضل في تشييد كثير من المباني والساحات والمسارح والحدائق، وجعل ازدهارُ تلك المجالات من فترة حكمه عصراً ذهبياً"، مضيفةً أن العمل سيكون بمثابة "جدارية تاريخية عن رجل العلم والآداب، تبرز حبّه للفن والتاريخ".

يستعين العرض بحكواتي يروي أحداثه التاريخية، لكنه يرتكز أساساً إلى لوحات كوريغرافية يجسّدها راقصون ينتمون إلى فرقة "نوّارة" لصحابتها نوّارة إيدامي، التي تُعتبر واحدةً من أبرز المشتغلين في هذا المجال في الجزائر، والذي تنطلق فيه من خلفية أكاديمية؛ حيث درسته في عدد من أكاديميات الرقص في روسيا.

في هذا السياق، أشارت المخرجة إلى "أهمية التطرّق إلى التاريخ من خلال فن التعبير الجسدي"، مضيفةً أن "تقديم عروض كوريغرافية من شأنه أن يشجّع على ممارسة هذا الفن في الجزائر."

يُذكَر أن "يوبا الثاني" هو العرض الكوريغرافي الثاني الذي يُقدّم ضمن فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، التي تتواصل حتى منتصف نيسان/ أبريل القادم، بعد عرض "سوفونيسبا" الذي قدّمته "الفرقة الكوريغرافية للمسرح الوطني" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.



اقرأ أيضاً: "الحب المفقود": الملك النوميدي يعود إلى سيرتا

المساهمون