"واشنطن بوست" عن هجوم حفتر: تهور بن سلمان يشعل حرباً جديدة بالمنطقة

16 ابريل 2019
يهدد هجوم حفتر بحرب أهلية في ليبيا (Getty)
+ الخط -
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن السعودية والإمارات ومصر، بالإضافة إلى روسيا، خرّبت جهوداً دولية كانت تحظى بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والاتحادين الأوروبي والأفريقي، للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، مشيرة بشكل خاص إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى الرياض قبل الهجوم الذي أطلقته قواته لاقتحام العاصمة الليبية طرابلس.

وكتبت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، أنه "بعد سنوات من الفوضى في ليبيا، اعتقد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أنه على وشك التوصل إلى اتفاق خلال شهر إبريل (نيسان) الحالي لجمع أطراف الصراع الليبي في مؤتمر يتم الاتفاق خلاله على تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع خطة للانتخابات".

وأضافت أنه "في هذا الوقت، أطلق خليفة حفتر، زعيم الحرب الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، ويطمح ليكون ديكتاتور ليبيا المقبل، هجومه على طرابلس، ما أدى إلى قطع عملية السلام، وقد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية أخرى في العالم العربي".

ورأت "واشنطن بوست" أن حفتر كان قد حصل طوال سنوات على دعم هذه الدول العربية الثلاث (الإمارات والسعودية ومصر)، وكذلك روسيا، وأيضاً فرنسا، حتى في الوقت الذي كان فيه يثبت سيطرته على شرق البلاد، ويقيم سلطة موازية للسلطة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها.


لكن ممن أخذ حفتر الضوء الأخضر لشنّ هجومه الأخير؟ في هذا الإطار، تستعيد الصحيفة تقرير "وول ستريت جورنال" منذ أيام، والذي ذكرت فيه أن حفتر وُعد بملايين الدولارات لدعم حملته العسكرية، خلال زيارته الأخيرة للرياض، معتبرة أن هذا المال، الذي يهدف إلى شراء ولاء زعماء قبائل في ليبيا، وتجنيد مقاتلين جدد، يشكل مغامرة متهورة أخرى لولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي كان قد أطلق حملة كارثية على اليمن، وله محاولتان لإرضاخ حكومتي لبنان وقطر.

وتطرقت الصحيفة إلى الدعم الذي حصل عليه حفتر أيضاً، أمس الأول الأحد، من مصر، ومن رئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي التقاه في القاهرة، مذكرة بأن الأخير كان قد عاد للتو من رحلة إلى واشنطن التقى فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه لم يبد أي تردد في معارضة الرغبة الأميركية بأن ينهي حفتر هجومه.

ورأت الصحيفة أنه "حتى الآن، فإن المحاولة لتنصيب حفتر (زعيماً) في طرابلس يبدو أنها لن تنجح"، وأن "النتيجة الأكثر ترجيحاً من هذه الحرب، هي المزيد من المعاناة غير الضرورية لليبيين، الذين نزح الآلاف منهم حتى الآن هرباً من المعارك".


وحذرت "واشنطن بوست" كذلك من "زيادة تدفق اللاجئين عبر المتوسط إلى أوروبا، وعودة تنظيم داعش، الذي أمضت الولايات المتحدة سنوات لمحاربته، إلى ليبيا، وكل ذلك بفضل تدخل حكومات عربية تصفها إدارة ترامب بأنها حليفة لها، ومتعاونة معها في الشرق الأوسط".