في ظل الضغوط على السعودية كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الخميس، عن وساطة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لدى الإدارة الأميركية، وذلك على خلفية تصفية الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ونقلت الصحيفة الأميركية، التي كان يكتب فيها خاشقجي، عن مصادر أن السيسي ونتنياهو أجريا اتصالات بمسؤولين رفيعين في الإدارة الأميركية للإعراب عن دعمهما لبن سلمان، كونه "شريكاً إستراتيجياً مهماً في المنطقة".
وكانت صحف إسرائيلية قد نقلت تحذيرات مسؤولين سابقين ومعلقين إسرائيليين من "تداعيات كارثية" على مصالح إسرائيل الاستراتيجية في أعقاب تهاوي مكانة نظام الحكم السعودي في الولايات المتحدة إثر تفجر قضية خاشقجي.
وقال عيران ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس المساعد لـ"مركز يروشليم للدراسات الاستراتيجية"، في وقتٍ سابقٍ إن أي تطور يفضي إلى المس بمكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن لا يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، لأنه سيحرم تل أبيب من الاستفادة من التأثير السعودي على الإدارة الأميركية، والذي كان يوظف على نطاق واسع في تحقيق مصالح مشتركة للجانبين.
وفي سياق محاولات القاهرة لتخفيف الضغوط على الرياض والمساهمة في احتواء تداعيات اغتيال خاشقجي، زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق الرياض حاملاً رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تتضمن "نصائح مصرية للتعامل مع الضغوط الغربية بشأن قضية قتل خاشقجي"، بحسب تصريحات مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد".
وكانت دائرة السيسي قد أصدرت تعليمات لوسائل الإعلام المؤيدة للنظام بعدم نشر موضوعات محلية أو غربية عن مصير ولي العهد السعودي، واحتمالية إقالته من منصبه على خلفية قتل خاشقجي والقبض على 18 مسؤولاً، وإقالة اثنين من الشخصيات المقربة له، وهما مستشاره سعود القحطاني ونائب رئيس الاستخبارات أحمد العسيري.
والثلاثاء الماضي، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "المماطلة" من قبل السعودية في قضية مقتل خاشقجي، قائلاً إنّ هناك "لعبة لإنقاذ شخص ما".
وأضاف أردوغان، في تصريحات للصحافيين، أنّ "قضية مقتل خاشقجي لا تحتاج إلى عقبات وإنما إلى إيضاحات"، مشدداً على أنّ "التحقيق في قتل خاشقجي يجب أن لا يستثني أحداً".