"هيومن رايتس ووتش": الكاميرا دليل إدانة في مصر

09 ابريل 2014
من اليمين فهمي والمصور باهر في المحاكمة الاخيرة. (جيتي)
+ الخط -

يمثلُ الصحفي بقناة الجزيرة الإنجليزية، محمد فهمي، وزملاؤه، غدا الخميس، أمام محكمة جنايات القاهرة، في القضية المعروفة بـ"خلية الماريوت"، والتي حظيت بانتشار واسع في أوساط الرأي العام المصري والدولي منذ القبض عليه وعلى زملائه في يناير/ كانون الثاني  الماضي.

منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أفردت تقريراً خاصاً بالصحفي المصري- الكندي، محمد فهمي، المعتقل على خلفية اتهامه بـ"خلية الماريوت"، لأنه يعمل في قناة الجزيرة الإنجليزية.

وقالت المنظمة في تقريرها الخاص بفهمي بمناسبة مرور 100 يوم على اعتقاله: "في مصر يمكن لمجرد إجراء مقابلات مع نشطاء المعارضة، أو حيازة كاميرا فيديو وبرامج للمونتاج، أن تقودك إلى السجن، فهذه هي الأدلة المركزية التي استخدمتها النيابة في القاهرة لقذف الصحفي الكندي-المصري محمد فهمي وشركائه بتهمة الإرهاب، وإمكانية الحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، وقد امتد احتجاز فهمي الآن إلى مائة يوم".

"لقد قامت مصر، من خلال ملاحقة فهمي وزملائه، لا لشيء على ما يبدو سوى التحدث مع بعض المصادر ونشر تحقيق صحفي، بمحاكمة حرية التعبير نفسها.

وكما قال محامي الدفاع عن فهمي وهو يخاطب إحدى محاكم القاهرة في 24 مارس/ آذار  الماضي: "أهي جريمة أن يُسأل شخص عن رأيه ثم يُنشر هذا الرأي؟"، يضيف التقرير.

ضمانات الرئيس منصور!

وكانت السلطات قد اعتقلت فهمي وثلاثة من زملائه في 29 ديسمبر/ كانون الأول، من جناح أحد فنادق القاهرة، وشملت التهم تحرير مقاطع فيديو بقصد "الإيحاء بأن مصر في حرب أهلية"، وتشغيل معدات بث دون ترخيص، والانتماء إلى تنظيم إرهابي، وحيازة مواد تروج لأهداف تنظيم إرهابي، وترى الحكومة المصرية أن شبكات الجزيرة منحازة للإخوان المسلمين في تغطيتها لمصر بوجه خاص.

الرئيس المؤقت عدلي منصور، راسل أسرة فهمي المقيمة في كندا منذ عام 1991، وقال في خطابة إنه "سيعمل على ضمان حصول فهمي على حقوقه القانونية الكاملة"، وعلقت المنظمة على خطاب منصور "إلا أن مصر في عهد السيد منصور ليست نموذجاً يحتذى في سلامة الإجراءات القانونية، ففي 24 مارس/ آذار حكمت محكمة مصرية بالإعدام على 529 شخصاً من أعضاء الإخوان المسلمين ومؤيديهم، بعد محاكمة افتقرت إلى أي مظهر من مظاهر الإجراءات السليمة وانتهت في أقل من ساعة".

هكذا أصبح الحكم على 529 إخوانياً في مصر، نموذجاً صارخاً لافتقار القضاء والقضاة المصريين مظاهر العدالة والقانون.

يقول عادل، شقيق محمد فهمي "تم احتجاز أخي لأكثر من شهر بسجن العقرب شديد الحراسة في ظروف حبس قاسية للغاية في جناح مخصص للإرهاب"، متابعا في رسالته الأخيرة للإعلام "أمضى أكثر من شهر في حبس انفرادي 24 ساعة على مدار اليوم داخل الزنزانة، لم يتمكن خلالها من رؤية النور مطلقا، واقتصرت زيارات عائلته على الكلام معه عبر سماعة، وبينه وبينهم حاجز زجاجي، حيث تم نقله بعد ذلك، هو وبيتر ومحمد باهر، إلى سجن ملحق المزرعة وتحسنت ظروف السجن والزيارة كثيرا".

في الجلسة الماضية بتاريخ 1 إبريل/ نيسان الجاري، قال فهمي أمام القاضي، الذي سمح بخروج المتهمين في القفص، "أنا لم أنضم لجماعه الإخوان، وقدمت صور لي لرئيس نيابة أمن الدولة العليا، تبين عدم انضمامي إلى الإخوان، وأشرب الخمور"، وتساءل متهكما "هل هناك إخواني يشرب الخمور؟".

المرتبة 159 بحرية الصحافة

يذكر أنه، بحسب الترتيب العالمي لحرية الصحافة لعام 2014 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، تحتل مصر المرتبة 159 من بين 180 دولة تشهد انتهاكات ضد الصحافيين. وبحسب موقع التوثيق الحقوقي، "ويكي ثورة"، فقد شهدت الأشهر الستة من عهد "سيسي- منصور"، اعتقالات لـ 81 صحافياً وملاحقتهم أمنياً.

وبحسب مركز حماية وحرية الصحافيين، فإن مصر الثالثة عربياً من حيث انتهاك حريات الصحافة والإعلام، وقع فيها 336 انتهاكاً بشكل مباشر بحق الصحفيين في مصر للعام 2013، بعضها انتهاكات جسيمة من سحل وتعذيب واعتداءات جسدية وبعضها غير جسيم.

وبحسب التقرير الصادر عن 13 منظمة حقوقية مصرية، بعنوان "أذرع الظلم"، فقد رصد التقرير 112 انتهاكاً ضد الصحافيين، منها 52 اعتداءً بدنياً، و27 حالة اعتقال، و13 حالة منع ممارسة عمل، و9 قتل و5 حالات غلق ومداهمة مكاتب إعلامية، وحالتان حظر نشر، وحالة واحدة تم استدعاؤها للتحقيق.

محمد فهمي في سطور

عمل محمد فهمي صحفياً ومراسلاً في العديد من الوكالات الأجنبية العالمية منها صحيفة لوس انجلوس تايمز ونيويورك تايمز، كما عمل بتلفزيون دبي، وتلفزيون الحرة، بالإضافة لعمله بالصليب الأحمر في لبنان لمدة عامين، عمل صحفيا في قناة "سي إن إن" الإخبارية لمدة تزيد على عامين حتى أغسطس/ آب 2014، وعمل صحفياً ومراسلاً دولياً لمكتب القناة في مصر، وانضم لقناة الجزيرة الإنجليزية في سبتمبر/ أيلول 2014، مضى على عمله معهم فقط 3 أشهر قبل أن يتم القبض علية بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية وفبركة الأخبار لصالح خدمة تنظيم الإخوان الدولي.

المساهمون