"هيومن رايتس ووتش" تمنح السلطات المصرية "أوسكار النفاق" لاحتفائها برامي مالك

05 مارس 2019
أدى مالك شخصية فريدي ميركوري المثليّ (فيسبوك)
+ الخط -
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن السلطات المصرية تستحق جائزة "أوسكار النفاق"، بسبب احتفائها بفوز الممثل الأميركي من أصل مصري رامي مالك بجائزة الأوسكار، مفسرة ذلك "بأنه فاز بجائزة أفضل ممثل عن أدائه لشخصية مغني روك مثلي الجنس في فيلم Bohemian Rhapsody، في وقت يقمع فيه المثليون من السلطات في مصر".

وصرحت الباحثة في برنامج حقوق الأقليات الجنسية بالمنظمة، نيلا غوشال اليوم الثلاثاء، قائلة "إن السلطات المصرية تحمست لادعاء أي صلة بالممثل الأميركي بعد فوزه بجائزة الأوسكار، حتى إن وزارة الهجرة المصرية نشرت على موقع "تويتر" اقتباساً من خطاب قبول الأوسكار الذي ألقاه مالك، والذي لم يُنشر في أغلب وسائل الإعلام المصرية".

وأشارت غوشال إلى قول مالك عن أسطورة الموسيقى البريطاني فريدي ميركوري: "صنعنا فيلماً عن رجل مثلي، مهاجر، عاش حياته كما أراد، من دون أي زيف أو خوف"، متابعة: "الملحمة البوهيمية ليس مجرد فيلم صدف أنه حول شخص مشهور مثلي الجنس، أو على الأرجح ثنائي الميل الجنسي، وإنما يحتفي بميركوري المثلي بصراحة وجرأة".

وأضافت غوشال: "إذا كانت الحكومة المصرية والمدافعون عنها، يريدون حصة من فوز مالك، فعليهم أن يرقوا للاعتراف بالحقائق"، موضحة: "الفيلم لم يعرض في دور العرض المصرية إلا بعد اقتطاع مشاهد عدة منه، ولو عاش ميركوري في مصر اليوم لاتهمته السلطات المصرية بموجب قانون مكافحة الفسق والفجور، كما فعلت مع 76 شخصاً خلال العام الماضي".



وواصلت غوشال انتقاداتها: "كان ميركوري سيخضع كذلك للفحص الشرجي القسري، الذي يدخل فيه طبيب إصبعاً في شرج المتهم لتحديد ما إذا كان اعتاد ممارسة الجنس الشرجي من عدمه"، مختتمة بقولها: "مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تكن لتسمح لميركوري بالنجاح على أرضها، ولا لمالك بالاحتفاء به".

وكان عضو ائتلاف الأغلبية في البرلمان المصري، النائب محمد إسماعيل، قد هاجم الإعلام في بلاده لاحتفائه بفوز مالك بجائزة الأوسكار، عن أداء شخصية أحد مؤسسي فرقة "كوين" البريطانية، معتبراً إياه مثالاً سيئاً للشباب في الوطن العربي، لأن الهدف من وراء حصوله على الجائزة هو تعميم شيء ترفضه كل الأديان السماوية (المثلية الجنسية).

وقال إسماعيل في تصريحات إعلامية، "إن الدور الذي أداه مالك حاول التأثير على جموع الشباب من خلال المثلية الجنسية، وفوزه بالجائزة، ليس معناه أن نحتفي به على الإطلاق، أو نقول لو كان في مصر لما حصل على الأوسكار"، مستطرداً: "حصوله على الجائزة يستهدف إفساد الأخلاق في الوطن العربي، ومالك مثال سيئ لجميع الشباب، ولو ظل مع أبويه في مصر كان اتعلق (تعرض للضرب)"، على حد تعبيره.

تجدر الإشارة إلى قول الممثل الأميركي ذي الأصول المصرية، أثناء تسلمه جائزة الأوسكار على مسرح Dolby في مدينة لوس أنجليس الأميركية: "أنا أميركي من الجيل الأول لمهاجرين جاؤوا من مصر، وجزء من سيرتي يسطر الآن. وأشعر بالشكر لجميع الحضور، ولكل من آمن بي، على تلك اللحظة، التي سأعتز بها طيلة حياتي".
المساهمون