"هيومن رايتس" تنتقد سجن مغنّي راب مغربي معارض

06 يوليو 2014
مغنّي الراب معاذ بلغوات
+ الخط -

دخلت المنظّمة الحقوقية الدولية، "هيومن رايتس ووتش"، على خطّ قضية مغني الراب المغربي، معاذ بلغوات، المعروف بلقب "الحاقد"، والذي حُكم عليه بالسجن يوم الثلاثاء أربعة أشهر، سجناً نافذاً وغرامةً مالية، بتهمة "السكر العلني، والاعتداء على رجال شرطة"، عندما ألقي القبض عليه في الدار البيضاء يوم 18 مايو/أيار الماضي.

وتعتبر منظمات حقوقية محلية، منها "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، وجمعية "ترانسبارنسي"، و"حركة شباب 20 فبراير"، التي ظهرت في المغرب إبّان فترة الحراك الثوري في بلدان عربية، أنّ سجن مغنّي الراب الشاب يعود في العمق إلى أسباب سياسية، بالنظر إلى أنّ أغانيه التي تُذاع بكثافة في موقع اليوتيوب تنتقد الدولة بحدّة.

ووصفت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، محاكمة مغنّي الراب بأنّها "غير عادلة، تمّ خلالها توظيف تهم الحق العام من أجل إسكات أغانيه المنتقدة للأوضاع في المغرب، مضيفة أنّ الحكم  "يثير مخاوف من أن تكون الإدانة بسبب رسالته السياسية".

ولفتت المنظّمة الحقوقية الدولية ذاتها، في بلاغ حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إلى أنّ "المغرب يبدو غير متسامح مع شاعر غنائي ينتسب إلى (حركة 20 فبراير)، المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية، في الوقت الذي تستضيف فيه البلاد مهرجانات موسيقية عالمية كلّ ربيع وصيف وخريف".

أسرة المغنّي الثائر نفت كلّ التهم الموجهة إلى "الحاقد"، معتبرةً أنّ الحكم بسجنه "ظالم يخفي خلفه الرغبة في دفن أغانيه إلى الأبد، والإساءة إلى صورته أمام محبّيه، واستئصاله من الساحة الفنية بسبب أغاني الراب، التي تتضمّن انتقادات حادّة للأوضاع السائدة في البلاد".

وفي المقابل، أكّد رجلا الشرطة اللذان اتّهما "الحاقد" بالاعتداء عليهما، في تصريحاتهما للمحكمة، أنّ مغنّي الراب ثار في وجهيهما عندما همّا بتوقيفه، وطفق يسبّهما ويشتم الجهاز الأمني، الذي ينتميان إليه، قبل أن يعتدي عليهما مستعملا العنف في حق أحدهما.

ويحظى اعتقال ومحاكمة "الحاقد"، الملقب بمغنّي "حركة 20 فبراير"، بمتابعة إعلامية وحقوقية لافتة تجاوزت حدود البلاد، كما أنه بعد اعتقاله وسجنه سجّلت أشرطته الغنائية على موقع "يوتيوب" نسبة مشاهدة قياسية، منها شريط حقّق أكثر من ثلاثة ملايين مشاهد، وهو رقم قياسي لم يحقّقه أيّ مغنٍّ مغربي من قبل.

وسبق لمغنّي الراب "الثائر"، كما يُعرف، أن تمّ اعتقاله وسجنه في مارس/آذار 2012 بتهمة "إهانة موظّف أثناء تأدية عمله"، وأيضاً "تحقير هيئة منظّمة ممثّلة في الإدارة العامة للأمن الوطني في المغرب"، على خلفية أغنية له في موقع "يوتيوب"، قبل أن يطلق سراحه في مارس/آذار 2013.

 

 

المساهمون