"هاملت بعد حين".. مسرح ضد السلطة

24 يوليو 2018
(مشهد من المسرحية)
+ الخط -

ضمن عروض الدورة الحالية من "مهرجان جرش"، يقدّم المخرج زيد خليل مصطفى مسرحيته "هاملت بعد حين" عند السابعة من مساء غدٍ الأربعاء، والتي تؤديها فرقة "مسرح ع الخشب".

عرض هاملت يتوقّف على الشخصية المركبة التي ابتكرها شكسبير وتتحرك بين ثلاثة مستويات من الصراع؛ الأول مع السلطة ثم مع العدو، والثالث مع نفسه.

ينقسم فضاء العمل إلى ثلاث مساحات مختلفة، على كلّ منها مجموعة من الممثلين يلعبون أدوار موسيقيين، وتفصل بين هذه المساحات الإضاءة.

يقارب المخرج نص شكسبير الأصلي ونصاً آخر للكاتب السوري الراحل ممدوح عدوان بعنوان "هاملت يستقيظ متأخراً"، فيعود مصطفى إلى مقولة عدوان الأساسية في نصّه الذي نشره عام 1976، والمتمثّلة في تحرير الفنون من سلطة السياسة لتتمكّن من خلق وعي جماهيري قادر على صناعة التغيير.

في "هاملت بعد حين" يسعى المخرج إلى إعادة الاعتبار إلى المسرح، حيث أنه يرتبط بواقع الناس وتشكيل ثقافتهم، إذ إن الفن هو الأقدر على استنهاض همم الناس نحو التغيير وكسر التقاليد.

يشارك في العمل الممثلون: منذر خليل مصطفى، وبيسان كمال خليل، وبشار نجم، ونهى سمارة، وماري مدانات، وزينة جعجع، وباسم الحمصي، وهيراغ مراديان.

المسرحية كانت قد نالت جائزة أفضل عرض متكامل في "مهرجان عشيات طقوس المسرحية" في دورته الحادية عشرة التي أقيمت مؤخراً.

قدّم العمل دلالات فلسفية من خلال صراعات رئيسية للأمير هاملت مع السلطة ممثلة بعمّه كلوديوس، حيث حوّل مصطفى المسرح إلى مسرح داخلي آخر من خلال شخصيات شكسبيرية وتوسّط الفضاء ديكور يرمز للفروسية مع استخدام خيال الظل وحضر العازف الموسيقي على آلة البيانو مراد دمريجيان جزءاً رئيسياً من العرض.

يبحث العمل في تحرر الفن والثقافة من "السلطوية"، وينتهي بهاملت مُعلقاً في الهواء مع صوت الشاعر محمود درويش يقرأ قصيدة "تنسى كأنّك لم تكن".

المساهمون