اتسع برنامج "نحن نحب القراءة" خارج حدود الأردن ووصل إلى 43 دولة، للإسهام في إنشاء جيل جديدٍ من المؤثرين والقياديين، عن طريق الاهتمام بزرع حب القراءة والاستمتاع بها لدى الأطفال منذ الصغر.
وأطلقت أستاذة البيولوجيا في الجامعة الهاشمية، رنا الدجاني؛ مبادرتها "نحن نحب القراءة" في حيّ صغير في عمّان الشرقية بالأردن عام 2006، لتصل الآن إلى 43 دولة منها سيراليون، وفييتنام وأميركا، وكندا.
تقول الدجاني لـ"العربي الجديد": "لاحظت أن معظم الأطفال يقرأون لغايات محددة كالدراسة، على الرغم من أن القراءة بهدف الاستمتاع تسهم في نمو خيال الطفل وتعزيز ثقته بنفسه وتساعده في بناء شخصية ريادية، فجاءت فكرة المبادرة من أجل تعزيز حب الأطفال للقراءة، والذي لا بد أن يبدأ عن طريق قراءة الآباء لأطفالهم بصوت عال".
بدأت الدجاني بعمل جلسات صغيرة في أحد المساجد تدعو فيها الأطفال للاستماع إلى القصص، لتتحول الجلسات بعد ذلك إلى برنامج مستدام درّب أكثر من 7000 رجل وامرأة حول العالم، وافتتح 4000 مكتبة في أنحاء الأردن للقراءة بصوت عال، والتي هي عبارة عن مكان عام يمكن فيه جمع الأطفال كالحدائق أو المساجد والكنائس.
وتوضح الدجاني أن "مبادرة نحن نحب القراءة بدأت في حارة صغيرة، لكن تأثيرها الإيجابي جعلها تمتد إلى 43 دولة. وإن السنوات القادمة ستبيّن أثر قراءة الأمهات والآباء لأبنائهم ومدى تأثيرهم المميز في الأجيال الجديدة". وتعتبر أن القراءة للأطفال فعل بحدّ ذاته قادر على إحداث التغيير.
كما توضح مدربة القراءة في البرنامج، غفران أبو دية، أن الأمهات والسيدات اللواتي يتدربن على إدارة مجموعات القراءة تطلق عليهن تسمية "سفيرات القراءة".
وتشير إلى أن التدريب يتمحور حول اكتساب مهارة فن القراءة للأطفال من أجل الاستمتاع. وتبيّن أن التدريب لا ينحصر بفن القراءة فقط، وإنما بامتلاك السيدات القدرات على إحداث التغيير في مجتمعاتهن المحلية.
وبعد إنجاز جلسات التدريب، يصبح بإمكان المتدربات الانطلاق بتأسيس مكتبة قراءة خاصة بهن، تبدأ بنحو 25 كتاباً.
إحدى السيدات تقول بعد إنهائها التدريب على القراءة، إنها تريد الانطلاق من المناطق العشوائية في الأردن، في الجبال البعيدة عن الخدمات وسبل الاتصال، ويعيش سكانها في بيوت الشعر. وتهدف إلى تكوين تجمعات للأطفال داخل الخيم وجعلهم يستمتعون بالقراءة ويستفيدون منها.
يشار إلى أنّ البرنامج أنتج مجموعة من قصص الأطفال باللغة العربية تركز على مواضيع عدّة كاللجوء واللاعنف وحفظ الطاقة والمياه، بهدف التأثير في جوانب معينة من شخصية الطفل بالتوازي مع العمل على زيادة شغفه بالقراءة.
وسعياً إلى الوصول إلى أنحاء العالم، طوّر البرنامج تطبيقاً للهواتف الذكيّة يمكّن المتدربين والمتطوعين في مختلف الدول من التواصل في ما بينهم لتبادل الخبرات والتجارب، بالإضافة إلى كونه منصة إلكترونية لعقد التدريبات تتيح الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين.