يبدو باكراً تقييم هذه التظاهرات التي ستتوّقف هي الأخرى بعد زوال الوباء في العام المقبل على أغلب التقديرات، ويظلّ السؤال الأساسي مطروحاً حول إمكانية إقامة مسرح في غياب أحد عناصره الأساسية متمثّلاً بالجمهور، ورغم دفاع البعض عن هذا التوجّه في ظلّ هذه الظروف، إلا أن ما طبيعة ما ينتج من أعمال رقمية سيحدد مستقبلها.
حتى منتصف الشهر الجاري، تتواصل فعاليات "مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما/ أون لاين" التي انطلقت في الثالث من الشهر الجاري، ضمن آلية تشابه تنظيم المسابقات حيث تستقبل إدارته المشاركات، لتعلن أسماء الفائزين في السادس عشر من نيسان/ أبريل 2020.
تحمل الدورة الحالية اسم المخرج والممثل المسرحي سامي عبد الحميد (1928-2019) الذي ساهم مع أبناء جيله في تطوير المسرح العراقي منذ ستينيات القرن الماضي، حيث أخرج مسرحيات عدّة منها "المفتاح"، و"عطيل في المطبخ"، و"هاملت عربيًا"، و"الزنوج"، و"القرد كثيف الشعر"، ووضع مؤلّفات مثل "الملامح العربية في مسرح شكسبير"، و"صدى الاتجاهات المعاصرة في المسرح العربي"، كما ترجم كتابي "العناصر الأساسية لإخراج المسرحية" لألكسندر دين، و"المكان الخالي" لبيتر بروك.
تحت شعار #اجعل_من_بيتك_مسرحاً_ومرحاً، سيرسل المشاركون على بريد صفحة المنظّمين على منصة فيس بوك، فيديو يجسدون فيه من البيت دوراً مسرحياً مونودرامياً على أن تكون مدّته عشر دقائق فقط.
وكشفت إدارة المهرجان عن لجنة التحكيم التي تتألف من الأكاديمييْن والكتّاب والمسرحيين العرب؛ وهم حسين علي هارف مهند العميدي والمخرج جبار خماط من العراق والكاتب منير راضي والمخرج هاشم غزال من سورية، والكاتبة صفاء البيلي من مصر، والمخرج عبدالعزيز اشنوك من المغرب، والفنان ميثم الرزق من السعودية.
وأشارت أن التظاهرة سيتخللها ندوات فكرية وورش لأساتذة ومتخصّصين في الشأن المونودرامي، فضلاً عن عروض مونودراما على الهامش لم تحدّد ططريقة عرضها.
يذكر أن "محترف ميسان المسرحي" تأسّس في مدينة العمارة جنوب العراق، وأقام دورة أولى من مهرجان الدراما عام 2015، إلى جانب تنظيم مهرجان لمونودراما الطفل سنة 2017.