يستضيف "متحف الآغا خان" في مدينة تورنتو الكندية منذ الحادي والعشرين من أيار/ مايو الماضي ستّة وثلاثين فناناً من اثني عشر بلداً في معرض "ملاذ"، والذي يتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، حيث يستكشفون موضوع الملجأ ومدى ارتباطه بـ الهجرة في سياق الحروب، والهجرة الجماعية، وتغير المناخ، والاضطرابات الاقتصادية.
وجّه المتحف تساؤلاً أساسياً للمشاركين: ما هو ملاذك؟، ويأتي ذلك "في لحظة حرجة في تاريخ العالم، حيث يتمً تهجير شخص واحد قسراً كل ثانيتين بسبب الصراع أو الاضطهاد"، بحسب بيان المعرض الذي يهدف إلى "الاحتفاء بالدافع الإنساني والغريزي للابتكار والتواصل في مواجهة الشدائد".
تعكس الأعمال المعروضة وجهات نظر الفنانين الشخصية وردودهم وتراثهم وخبراتهم على سجاد صوف منسوج يدويًا، بحيث يقدّم كل عمل على قطعة سجاد بمساحة 4 × 6 أقدام صنّعها حرفيون في مدينة لاهور الباكستان باستخدام تقنيات عمرها قرون.
ويتم عرضها على الشاشات الرقمية في القاعة الضخمة ضمن المتحف، كما تُنشر أعمال مختارة على الموقع الإلكتروني لـ"الآغا خان" ومنصّاته الإلكترونية، حيث يوّثق أصحابها "لحظات من الإلهام والعمل الجماعي والاحتفاء بها، فهي ليست بمثابة حافز للشفاء والتعافي فحسب، بل تقدم لنا أيضاً رؤى ثمينة حول كيفية إعادة التواصل وإحياء مجتمعاتنا بعد هذه المأساة الجماعية"، وفق البيان ذاته.
يشارك الفنان الصيني آي ويوي (1957) الذي قدّم خلال السنوات الأخيرة معارض وأعمال حول اللاجئين (السوريين بشكل خاص) الذين يواجهون الموت في طريقهم إلى أوروبا والتمييز والعنصرية بعد وصولهم، إلى جانب الفنانة الفلسطينية منى حاطوم (1952) التي تناولت في أعمالها التركيبية جملة من المفاهيم المركبة للوطن والمنفى، والخضوع والتحرّر النسوي، وغيرها من الثنائيات.
كما تُعرض أعمال الفنان الكونغولي إيمي مباني (1968) الذي يستخدم فيها الخشب و"أدز"، الأداة النجارة الأفريقية التقليدية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، وتستكشف العلاقة الأساسية بين المكان والهوية الشخصية، بينما يتناول الفنان الغاني جون أكومفرا (1957) تجارب المهاجرين حول العالم لنقاش قضايا الذاكرة، وما بعد الاستعمار، والزمانية والجماليات.
كما يقارب الفنان السوري تمام عزام (1980) ما حلّ ببلده من تدمير وتهجير، وقصص الناس التي اختفت تحتها، وكانت البداية بلوحات الأكريرليك على القماش، قبل أن ينتقل إلى أعمال رقمية لاقت انتشاراً واسعاً.
تحضر أيضاً أعمال ألفريدو جار من تشيلي، وآنا تيريزا فرنانديز وخوليو سيزار موراليس وماركوس راميريز إيري من المكسيك، وعمار البيك وديانا الحديد وثائر هلال من سورية، وأروى أبو عون من ليبيا، وهيف كهرمان من العراق، وبريندان فرنانديز من كينيا، وإميلي جاسر من فلسطين، وميليكو موكجوسي من بوتسوانا، ومحمد بوزرجي وسناز مازناني وشيفا الأحمدي من إيران، وراشد رنا من باكستان، وشيرين جرجس من مصر.