"مفاجأة إسرائيليّة" للراعي بختام زيارته: ياهف يحضر لمقر الكنيسة

31 مايو 2014
الراعي أكد على المصالحة والمسامحة (العربي الجديد)
+ الخط -

اختتم البطريرك الماروني، بشارة الراعي، زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، يوم الجمعة، بمسيرة شارك فيها الآلاف من المسيحيين الذين استقبلوه في مدينة حيفا، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً.

وقد نظمت للراعي مسيرة حاشدة من قبل الرعية المارونية، جابت بعض شوارع مدينة حيفا، بعدما انطلقت بعد عصر الجمعة، من كنيسة الموارنة السفلى في حيفا وطافت المدينة وصولاً إلى كنيسة سانت لويس للاتين.

ولم يخل اليوم الأخير للراعي من "مفاجآت إسرائيلية"، إذ وصل رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، إلى مقر كنيسة الموارنة برفقة عدد من أبناء الرعية المارونية في المدينة. وهو ما أثار استهجان الموجودين الذين اعتبروا أن الزيارة "المفاجئة" محاولة لإسباغ معنى ومدلول سياسي على زيارة أرادوا لها أن تبقى رعوية.

وأقام الراعي قداساً بمشاركة نحو ثلاثة آلاف شخص من أبناء الطائفة المارونية في أراضي فلسطين الـ48. وقال الراعي، في موعظته الدينية: "إننا نختتم زيارتنا لحيفا والقدس وعمان، زيارة لكل المسيحيين من كل الطوائف والإخوة المسلمين والدروز. كلنا نسيء الى بعضنا البعض، لكن عظمة المسيحيين الغفران والرحمة والمصالحة".

وتطرق الراعي إلى القضية الفلسطينية، فقال إنه "من سنة 1948 وبعدها 1967، ودولنا وشعوبنا تعيش في حروب وهناك ناس أبرياء يموتون كل يوم". وأضاف: "عام 1949 صدر قرار من الأمم المتحدة ينص على إقامة دولة فلسطينية وعودة المهجرين، ولم يحصل شيء. وصدرت قرارات كثيرة لحل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولم يحصل شيء".

كذلك، التقى الراعي، يوم الجمعة، إمام مسجد الجرينة الشيخ رشاد أبو الهيجا، وأمير "الجماعة الأحمدية في حيفا"، محمد شريف عودة، والرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف، كل على حدة. وكان الراعي قد زار، يوم الخميس، مدينة عكا، والتقى إمام مسجد الجزار، الذي كان ضمن مستقبليه. كما التقى خلال زيارته لمدينة البشارة، رئيس بلدية الناصرة المنتخب علي سلام، وتبادل الاثنان أطراف الحديث.

واختتم الراعي زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، بعشاء مع أبناء الرعية في مدينة حيفا، ومن المقرر أن ينطلق، صباح السبت، الى عمان براً ومن هناك الى بيروت، بعد زيارة أثارت جدلاً واسعاً، ولا سيما أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها بطريرك الكنسية المارونية منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948. 
ولاحقت الراعي تهم التطبيع مع العدو، فضلاً عن الانتقادات التي وجّهت إليه بعدما شملت لقاءاته أفراد جيش لحد في إسرائيل بعد فرارهم من لبنان.

وعلّق الأب سليم سوسان، ابن قرية كفر برعم المهجرة، الذي رسمه الراعي بدرجة "خوري أسقف"، على الزيارة، معتبراً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة البطريرك بالنسبة لنا تثبيت وتوطيد لانتمائنا وهويتنا الدينية والشرق أوسطية". وأضاف: "عندما يزور أب أولاده تعني أنه يقول أنتم أولاد البيت لكم دوركم ومحبتكم وأنكم غير منسيين، مثل التواصل بين الأعضاء والرأس".  

دلالات
المساهمون