تتعدّد التظاهرات والمهرجانات التي تُعنى بالثقافة العربية في تركيا خلال السنوات الأخيرة، بالنظر إلى وجود ما يقارب أربعة ملايين عربي يقيم فيها إلى جانب الاهتمام الرسمي المتزايد بتدريس لغة الضاد وتراثها في المدارس أو في عدد من الجامعات ومعاهد الأبحاث.
في هذا السياق، يقام أكثر من معرض للكتاب تنظّمها جهات مختلفة تستضيف دور نشر عربية تأسّست في إسطنبول مؤخراً أو تلك القادمة من وراء الحدود، كما خصّص "معرض إسطنبول الدولي للكتاب" في دورتيه السابقيتين جناحاً لإصدارت كتّاب عرب ومحاضرات وندوات حول الترجمة بين الثقافتين التركية والعربية والتاريخ المشترك بينهما.
انطلقت أمس السبت في منطقة يني كابي في العاصمة التركية فعاليات الدورة الرابعة من "المعرض الدولي للكتاب العربي" وتتواصل حتى التاسع من الشهر الجاري بتنظيم من "جمعية اتحاد النّاشرين الأتراك" بالتعاون مع "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا".
تحت شعار "اكتشف عالماً جديداً"، تُقتتح التظاهرة بحضور حوالي مئة دار نشر عربية من خمسة عشر بلداً من أصل 350 داراً مشاركة، والتي تهدف إلى "توفير الكتاب العربي بين يدي القارئ، خاصة أن الجالية العربية في تركيا، وإلى تقوية جسور التواصل بين العالم العربي والتركي، عبر الترجمات من وإلى التركية والعربية"، بحسب بيان المنظّمين.
وأشار مدير المعرض، محمد أقجة، في حديث لوسائل الإعلام إلى أنه "لا يوجد أي كتاب ممنوع"، مؤكداً "الانفتاح على جميع الآراء والأطياف، الذي يعكسه برنامج الندوات والمحاضرات والأمسيات وورشات العمل وحفلات توقيع الكتب".
يتضمّن البرنامج اثنتين وعشرين محاضرة وجلسة حوارية، منها "الثقافات الغائبة" لـ عمر النمر، و"أزمة الليرة التركية.. الفرص والحلول" لـ أحمد مطر، و"أفكار لمرحلة جديدة" لـ محمد الأحمري، و" الوعي الحضاري من خلال نموذج الدنياميكيات اللولبية للعالم" لـ محمد عبد الرؤوف عاشور، و"التطورات الاقتصادية الأخيرة في تركيا" لـ ياسين أقطاي، و"الرواية وصناعة الوعي" لـ أيمن العتوم، و"النقد العلمي بين أوساط المثقفين" لـ محمد الحسن الشنقيطي.