"معجم أوكسفورد للتداولية": أصول عربية للنظرية

19 يوليو 2020
مقطع من حروفية لمريم غنبريان/ إيران
+ الخط -

صدر حديثاً عن دار "الكتاب الجديد" في بيروت، معجم أوكسفورد للتداولية الذي وضعه أستاذ اللسانيات يان هوانغ، بترجمة هشام إبراهيم عبد الله الخليفة، ويعد المعجم دليلاً كاملاً في معاني المصطلحات والمفاهيم والنظريات المستعملة في التداولية، أي دراسة اللغة في الاستعمال. 

والتداولية موضوع أساسي في اللسانيات والفلسفة ومتزايد الأهمية في حقول مثل علم الإدراك المعرفي والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي وعلم الاعصاب وعلم الأمراض. 

ولّد التطور السريع لهذه العلوم نظريات وطرائق ومقاربات ومدارس فكرية جديدة وهذة أفضت هي أيضا إلى عدد هائل من المفردات والمصطلحات الجديدة والمعاني المعدلة للمصطلحات الموجودة سلفاً وهذة المصطلحات تعين على التقدم في البحث والنقاش غير أنها قد سبّبت اضطرابًا وقد تكون بمنزلة العقبات التي تعوق الفهم والتواصل.

غير أن المؤلف يان هوانغ يعرّفها ويفسرها جميعاً ابتداء بأكثرها تقليدية وانتهاء بأكثرها حداثة، ويشمل في كتابه كل فرع من فروع البحث وكل المقاربات النظرية حيث يكتب كل مدخل أو مادة من مواد المعجم مستعملاً أيسر الألفاظ الممكنة لعرض الموضوع المقصود ويذكر ما له صلة به من المراجع الأصلية التأسيسية والحديثة. 

الصورة
غلاف الكتاب

كما يمد الكتاب القارئ بعدة إحالات متبادلة بين مواد المعجم المترابطة ويبين أيضا كيفية تطبيق كل مصطلح أو مفهوم واستعماله في السياقات المختلفة، من هنا فإن المعجم الذي كتبه أحد الخبراء الأساسيين في هذا المجال، بحسب تقديمه إلى العربية، يعد مورداً ومصدراً أساسياً للطلاب والباحثين في كل جانب من جوانب هذا الحقل المعرفي. 

من جهة أخرى، لم يكتف المترجم بنقل النص الأصلي بل أضاف الكثير من ملاحظاتة وآرائه واجتهاداته في المقدمة والهوامش، وأعد مقدمة تفصيلية وضّح فيها جهود المعجميين العرب المعاصرين ومناهجهم في ترجمة المصطلح اللساني ووسائل توليده، وبيّن ملاحظاته على تلك المناهج.

مقدمة تفصيلية وضح فيها جهود المعجميين العرب المعاصرين ومناهجهم في ترجمة المصطلح اللساني

المترجم والأكاديمي هو أيضاً صاحب عدة مبادرات في ترجمة كتب أساسية في التواصل واللغة، مثل ترجمته لكتاب " نظرية الصلة أو المناسبة في التواصل والإدراك"، وقد شرح في المقدمة المنهج الذي اعتمده في الترجمة مستفيداً من المصطلح التراثي تارةً ومن وسائل التوليد والإمكانات التي تتمتع بها العربية تارة أخرى. 

استعمل المترجم الهوامش بكثرة ليقارن الفكر التداولي الحديث بالمفاهيم الموازية في التراث العربي والإسلامي ويربطه بها، محيلاً على مؤلفاتة المنشورة ضمن مشروعه لتأصيل النظرية التداولية في الغرب وبيان أصولها العربية والإسلامية.

 

المساهمون