"مصادر الشعر الجاهلي" وهجرانها

23 مايو 2015
يحيى بن محمود الواسطي (القرن الثالث عشر الميلادي)
+ الخط -

ما قاله الجاهليون، أو "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية" هو أكثر ما يبقى في الذاكرة، ليس لأنه الكتاب الوحيد الذي تركه لنا الراحل ناصر الدين الأسد، صادراً في طبعة أولى في العام 1956، ثم طبعة ثانية في العام 1962 عن "دار المعارف" في مصر، بل لأنه أكثر كتبه البحثية ثراءً ومعرفة.

وعلى عكس ما يُظن، لم يكن موضوعه تقويض ما قدمه طه حسين في كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي"، بل أخذ هذا في طريقه. فهو يتناول وضع الشعر ونحله عند الأقدمين، ثم آراء المستشرقين، وأخيرا آراء العرب المحدثين.

ولم يأت بهذا اللباب عارياً، وهنا المنجز الأكثر أهمية، بل جاء به ضمن استقصاء تاريخي لمجتمعات العرب آنذاك، والكتابة في ذلك العصر، وجلاء الالتباس المحيط بكلمة "الأمّيين" التي يحسبها العرب حتى الآن تعني الجاهلين بالقراءة والكتابة، بينما هي تعني الأمّيين دينياً لا كتابياً.

كتابة الشعر في ذلك العصر، وأدوات الكتابة، ودواوين القبائل والمختارات والشعر الجاهلي في غير الدواوين، استقصاءات عميقة لم يتابعها أحد من بعده، وتُرك الكتابُ الضخم طيلة ما يقارب الستين عاماً الماضية على الرف، وانهمك صاحبه عنه كما يبدو بمشاغل ومباحث أخرى.

دلالات
المساهمون