"مدن الأشباح".. موجودة بالفعل

09 ديسمبر 2015
في الصين (getty)
+ الخط -
من الصعب أن نفقد أثر مدينة بأكملها، لكن "مدن الأشباح" في الصين أصبحت الشغل الشاغل للكثير من الباحثين والمدققين خلال السنوات الخمس الأخيرة. بحسب الشائعات المنسوجة حولها، تهدف هذه المدن إلى الاستفادة من الأراضي البور المترامية عند أطراف الضواحي لإنشاء مبانٍ وشوارع وبنى تحتية متطورة، لكن المفارقة أن جميعها فارغة وغير مأهولة إنما تقبع بانتظار جيل المستقبل. فهل هذه الأماكن موجودة حقاً؟


تؤكد المعلومات أن الصين تمتلك مشاريع عمرانية ضخمة لمدن تضم تجمعات كبيرة من الشقق السكنية والأبنية والعقارات والشوارع والحدائق العامة الخاوية فعلياً من السكان. وقد قامت مجموعة من الشركات باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة لتحديد مواقع هذه المدن والتقاط الصور لها، والتأكيد على خلوها من السكان عبر الأقمار الصناعية.


في الواقع، لم تخطط الحكومة الصينية بالفعل لبناء هذه المدن وتركها لأجيال لاحقة، بل إن "مدن الأشباح" هذه جاءت نتيجة التطورات العمرانية التي عمت البلاد في العقد الأخير.
عقب ارتفاع نسبة الأثرياء في الصين، ارتفعت نسبة الإقبال على شراء الشقق والعقارات في المدن المستحدثة، نظراً لثقة الصينيين بالقطاع العقاري وأهمية الاستثمار فيه كونه من أكثر القطاعات ضمانة ودعماً من قبل الدولة. لكن بُعد مدن الأشباح عن المدن الرئيسية والمراكز التجارية والمنشآت الحيوية والرسمية حال دون الانتقال إليها فبقيت خاوية عموماً، وتحولت لمدن ميتة بانتظار من يحييها. حتى إن السلطات باتت تفضل التعتيم عليها إذ هناك من يعتبرها هدراً للأموال والاستثمارات ليس إلا.


رغبة في معرفة المزيد عن هذه المدن ومواقعها، قام باحثون بتمويل من محرك البحث الصيني "بايدو" بمحاولة لتحديد "مدن الأشباح"، فكان أن تتبعوا موقع وحركة الملايين من المستخدمين يومياً لتحديد الأماكن الأكثر استخداماً للإنترنت. كذلك تم تحديد نحو 50 منطقة حيث خفتت حركة استخدام الإنترنت إلى حد كبير، أو انعدمت تماماً. مما جعل الباحثين يضعون علامات على هذه الأماكن باعتبارها تمثل "مدن الأشباح".


إقرأ أيضاً:من ميانمار للصين: طائرة الطاقة الشمسية تكمل جولتها العالمية
المساهمون