مدن وحواضر تونسية عديدة لم تكن لتؤسَّس لولا وجود وادي مجردة الذي يجري بين ضفته نهر ينبع من منطقة سوق أهراس شرقي الجزائر ويصب في خليج تونس على البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ طوله أكثر من أربعمئة وخمسين كيلومتراً، أغلبها داخل الأراضي التونسية حيث أقيم على مجراه أكبر السدود في البلاد وهو سدّ سيدي سالم.
اشتق اسم الوادي من كلمة "بوقرادا" وهي المفردة اليونانية التي حملها على مدار مئات السنين، شُيّدت خلالها مدّن عديدة عاشت على مر التاريخ بفضل مياهه وخصوبة الأرض المحيطة به، هي: غار الدماء، وجندوبة، وبوسالم، وتستور، ومجاز الباب، وطبربة، والجديّدة.
"مجردة: من أنت؟" عنوان الندوة العلمية التي تُعقد عند الثامنة والنصف من صباح الإثنين المقبل، الثامن عشر من الشهر الجاري، في "المعهد الثانوي حنبعل" في مدينة طبربة (35 كلم غربي تونس العاصمة) وتستمر ليومين بتنظيم من وزارة الثقافة و"جمعية صيانة مدينة طبربة".
تهدف الندوة التي تنظّم في إطار البرنامج الوطني "مدن الحضارات" تحت عنوان "وادي مجردة: بين العوامل الطبيعية وفعل الإنسان"، إلى معاينة ديناميكية الوادي عبر العصور التاريخية ودراسة التحوّلات العمرانية والاجتماعية والاقتصادية على مر الحقب المختلفة.
من بين الأوراق المشاركة: "أي دور لوادي مجردة في التحولات الاقتصادية والاجتماعية في حوضه المتوسط" لـ صديق الفازي، و"المسألة الحضرية في ولاية منوبة" لـ فضيلة علوي، و"الإنسان وفيضانات وادي مجردة خلال الفترة 1881 – 1994" لـ عادل طرابلسي، و"مجردة في كتب الإخباريين خلال الفترة الحديثة" لـ فوزي مستغانمي، و"قيادة طبربة خلال الفترة الحسينية: الخصائص العقارية والتحولات المعمارية لـ بيعة لبيدي، و"غابة طبربة في العصر الحديث: مكانتها وأدوارها" لـ إبراهيم سعداوي.
إلى جانب ورقة بعنوان "مجردة وتحييز المجال: مقاربة تاريخية" لـ لزهر الغربي، و"هوية وادي المجردة المشهدية" لـ منجي بورقو، و"المنشآت الفلاحية القديمة في منطقة طبربة" لـ منصف بن موسى، و"طبربة: ولادة وتطور مدين أندلسية في وادي مجردة" لـ أحمد مسعداوي، و"لا شيء أقل حرية من الإنسان والماء" لـ عبد الوهاب محجوب، و"تستور: مدينة- حديقة، إبداع أندلسي ومشهد حضري تاريخي" لـ جلال عبد الكافي.