احتفاء بالذكرى الثالثة والثمانين لرحيل الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي (1909 – 1934) التي حلّت أمس الإثنين، أقيمت منذ أيام في مسقط رأسه؛ مدينة توزر، فعالية بعنوان "أغاني الحياة" اشتملت على محاضرات حوله وقراءات لعدد من الشعراء، إضافة إلى معرض تشكيلي وآخر للخط العربي، من دون أن ترد كلمة واحدة عن المتحف الذي قررت وزارة الثقافة إنشاءه العام الماضي.
باستثناء إعلان وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين، عن تأسيس متحف على أنقاض بيت الشاعر، لم تمض المؤسسة الرسمية خطوة واحدة أبعد على أرض الواقع، بل يبدو أن تصريحات الوزير كانت مجرّد ردٍ على حملة استنكارات أُطلقت حينها، بسبب تجاهل مناشدات عديدة لتولّي مسؤولية بيت الشابي وترميمه، قبل أن يُسوّى بالأرض على يد أحد الورثة المالكين.
حاولت السلطات وقتئذ التخلّي عن مسؤولياتها، بذريعة أن "المنزل ملكية خاصة، ما يحول دون تدّخل الدولة في القضية، والقول بأن الهدم وقع منذ سنوات وليس هذه الأيام"، ثم عادت وقرّرت إنشاء المتحف على أنقاض منزله، وإعطاءه المكانة التي تليق به وبما يليق كذلك في مدينة توزر كمركز إشعاع ثقافي وقوة مبادرة واقتراح للعمل الثقافي الفكري"، وفق تصريحاتها التي ظلّت حبراً على ورق.
يطالب العديد من المثقفين التونسيين بإصدار تشريعات تتيح لوزارة الثقافة أن تتملّك منازل العديد من الشخصيات الأدبية والفنية والوطنية، لكن الأمر يتجاوز ذلك لعدم توفّر إمكانيات مادية مخصّصة للترميم وتأهيل تلك المباني وإدارتها في ما بعد، كما يحضر التساؤل حول ما الذي سيحتضنه بناء تعرَضت أغلب مقتنائته للتلف والضياع.
المتحف المنتظَر يعيد إلى الأذهان زوال بيوت كتّاب وفنانين في تونس بعد طول إهمال، مثل منزل الشاعر بيرم التونسي (1893 - 1961)، والملحن علي الرياحي (1912 – 1970)، والمطربة صليحة (1914 – 1958)، والشاعر والباحث محمد المروزقي (1916 – 1981)، والكاتب ورسّام الكاريكاتير علي الدوعاجي (1909 - 1949).