تحيي اليوم العديد من المدن الفرنسية والأوروبية "ليلة المتاحف" في نسختها الثانية عشرة، حيث تقام قرابة ثلاثة آلاف فعالية. رقم يبدو كبيراً للغاية، واستعراضياً، ولعله صورة عن مركزية أوروبية في الثقافة العالمية، فمعظم الفعاليات تضيء محتويات عن حضارات متنوعة في العالم، غير أن وثائقها وكنوزها موضوعة للعرض في القارة العجوز.
لعل أبرز حدث ضمن فعاليات "ليلة المتاحف" 2016 هو استقبال متحف "رويل مالميزون" بالقرب من باريس لمومياء مصرية، قيل أنها وُجدت ملقاة في النفايات سنة 2000، ومنذ ذلك التاريخ اشتغل عليها علماء المصريات ليبدأ عرضها الليلة في المتحف الفرنسي.
المومياء تسمى "تا إيزيت" وهي بحسب تقارير لبنت مصرية كان عمرها خمس سنوات حين ماتت وحُنّطت، يرجّح أنها من العصر البطلمي (320 إلى 30 قبل الميلاد).
منذ ظهور خبر العثور على المومياء في 2000، وثمة تشكيكات متعددة حول ما يروّج له علماء، دون تأكيدات أو تفنيدات، وربما تكون التظاهرة التي تقام الليلة ضمن ثلاثة آلاف فعالية فرصة لتحاشي تطوّر الجدل، والذي لم نسمع بعد فيه إشارة إلى الموقف المصري، وهل يوجد تحقيق حول كيفية وصول المومياء إلى القمامة، خصوصاً أن الإجراء الوحيد الذي تم على المستوى الرسمي، كما أشار موقع جريدة "لوموند" أمس، هو تقديم بلاغ يَطلب ممن يملك المومياء أن يتقدّم بتوضيحات، دون أن يأتي رد بهذا الخصوص، ما أتاح للمتحف أن يطالب بعرضها ليتسلمها في 16 من الشهر الجاري.