قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اليوم الأحد، إن الاستقبال الذي خص به الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، بدا وكأنه شبيه باستقبال رئيس دولة لرهينة سابق أخلي سبيله مع ما رافق ذلك من مواكبة إعلامية كبيرة، موضحة أن الحريري حل بباريس رفقة زوجته، ونجلهما، حسام الدين، الذي التحق بهما من لندن حيث يتابع دراسته.
وقالت الصحيفة أيضاً، إن عائلة الحريري لم تشارك بأكملها في حفل الغداء الذي خصصه ماكرون وزوجته لهم، إذ ظل نجلا الحريري، عبد العزيز ولولوة، 16 و13 سنة، في الرياض بسبب دراستهما هناك، حسب مسؤول دبلوماسي فرنسي.
واعتبرت الصحيفة أنه بعدما أصبح الآن الحريري حراً في تحركاته، كما تمنى ماكرون، فإنه يتعين على المسؤول اللبناني الرد على السؤال الذي يشغل بال جميع المتتبعين لما يجري، وهو هل سيتمسك باستقالته من ترؤس الحكومة اللبنانية أم لا؟
وفي هذا الصدد قالت "لوفيغارو" إن مبعوثين حلوا من لبنان بباريس لتقييم الخيارات المتاحة أمام الحريري، التي تبقى منحصرة في سيناريوهين.
السيناريو الأول، حسب الصحيفة، يتمثل في تمسك الحريري باستقالته، واعتباره أن الأسباب التي دفعته إلى تقديمها لم تتغير، وتحديداً عدم قيام "حزب الله" وحليفته إيران بتغيير موقفهما المهيمن في لبنان، وحتى باليمن، كما تطالب الرياض بذلك.
وفي هذه الحالة، تضيف الصحيفة، يمكن أن تواصل الحكومة اللبنانية الحالية تصريف الأعمال حتى إجراء الانتخابات التشريعية القادمة، المتوقعة في مايو/ أيار 2018. وبعدها، سيعمد الحريري وحلفاؤه الدوليون بإعادة تقييم موقفهم، حسب الصحيفة، التي أوضحت أن هذا السيناريو يبقى وارداً جداً.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في تراجع الحريري عن استقالته وبقائه في منصبه كرئيس للوزراء.
"في لبنان، شيء ما تغير بفضل هذه الأزمة"، كما يكشف للصحيفة أحد المتابعين للشأن اللبناني. مضيفاً أن: "السنيين، الحليف التقليدي للسعودية لم يسايروا الرياض في رغبتها في الافتراق مع سعد الحريري".
ولفتت الصحيفة إلى أن الحريري قد يحاول البقاء في منصبه، بعدما التف حول المطالبة بعودته حتى خصومه، مضيفة أن بعض الأصوات داخل تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري يطالبون بتقديم موعد إجراء الانتخابات التشريعية، حتى يتمكن الأخير من الاستفادة من تداعيات هذه الأزمة لناحية الشعبية الكبيرة التي اكتسبها بفضلها.
وخلال استقباله بباريس أكد الحريري، أنه سيطلق كل مواقفه السياسية النهائية من بيروت، بعد لقاء الرئيس اللبناني ميشيل عون، مشيراً إلى أن فرنسا تلعب دوراً إيجابياً.
وقال الحريري بعد الاجتماع مع ماكرون "أنتم تعرفون أنني قدّمت استقالتي ومن هناك إن شاء الله في لبنان نحكي في هذا الموضوع"، مؤكداً على حضور عيد الاستقلال في لبنان يوم الأربعاء المقبل.
اشكر الرئيس إيمانويل ماكرون على دعمه. لقد اظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لن أنساه أبداً. لقد اثبتت فرنسا مرة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة. وهي تثبت تعلقها بلبنان وباستقراره. ولكل ذلك أكرر شكري للرئيس ماكرون ولفرنسا. @EmmanuelMacron pic.twitter.com/wYtXAJrct0 — Saad Hariri (@saadhariri) November 18, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|