أعاد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية ورجوعه من جديد إلى البيت الأبيض بحلول العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل مخاوف أردنية، خاصة بعد تصريحاته التي تحدث خلالها عن توسيع مساحة إسرائيل، كما أن الذاكرة لم تنس طرح "خريطة الطريق" التي قد يتم طرحها مجددا، إضافة إلى تزايد منسوب الخوف من تشجيع إسرائيل على تنفيذ مخططاتها الهادفة الى تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وكان ترامب قد قال في 15 أغسطس/ آب الماضي، خلال لقائه مع مجموعات يهودية شكّلت تحالفاً لدعمه في الانتخابات الرئاسية: "عندما تنظرون إلى خريطة الشرق الأوسط، تجدون أن إسرائيل بقعة صغيرة جداً مقارنة بهذه الكتلة العملاقة من اليابسة المحيطة بها، لذلك تساءلتُ: هل ثمّة طريقة للحصول على مزيد من المساحة؟". وسواء كان الرئيس ديمقراطيًا أو جمهوريًا، تبقى العلاقات الأميركية مع إسرائيل في مقدمة أولويات سياسة الولايات المتحدة، إذ جاء نقل السفارة الأميركية إلى القدس خلال فترته الرئاسية الماضية، إضافة لاتخاذه عدة إجراءات لصالح إسرائيل وتعزيز وجودها في المنطقة، بما في ذلك رعاية تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية والتي عُرفت بـ"اتفاقيات أبراهام".
وحول انتخاب ترامب وانعكاس ذلك على الأردن، قال الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني نضال الطعاني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "نجاح ترامب من جديد وعودته إلى البيت الابيض يعيد إلى الأذهان تحالفه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي شمل بعض الزعامات العربية التي هددت الحقوق الفلسطينية والمصالح الأردنية، فترامب هو صاحب برنامج داعم للتوسع الإسرائيلي، ويسعى إلى الوصول لحل اقتصادي على حساب الحل السياسي، ويعمل على فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وهو الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وشجع العديد من الدول الأخرى على ذلك".
وأضاف "مخاوفنا تزداد مع قدوم ترامب، وخاصة أنه أعلن مرارا عن دعمه غير المحدود لحكومة نتنياهو، إضافة إلى دعمه هيمنة إسرائيل على المنطقة، في حين لا تدعم الإدارة الديمقراطية الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة مثل ترامب"، على حد قوله، وأعرب عن خشيته من العودة لطرح "خريطة طريق" جديدة على حساب الشعب الفلسطيني والحقوق العربية. وحذر الطعاني من دعم دول في المنطقة للإدارة الأميركية الجديدة على حساب شعوب المنطقة وسلامتهم، خاصة حق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة، من خلال الطرح الاقتصادي بعيدا عن إيجاد حل سياسي حقيقي.
بدوره، قال الباحث الاستراتيجي الأردني عامر السبايلة، في حديث مع "العربي الجديد": "يجب أن يكون الأردن قادرا على التعامل مع كل ما يجري في المنطقة، إذ إن الأردن تاريخيا حليف للولايات المتحدة وليس لإدارة بعينها، واليوم عليه أن يمتلك القدرة على التكيف مع كل ما يجري ومحاولة تقديم الحلول"، مضيفا "يجب عدم المبالغة بمخاطر التغيير في الولايات المتحدة، وعلى الأردن أن يجد دوره بغض النظر عمّن هو الموجود سواء إدارة ديمقراطية أو جمهورية".
واستطرد قائلا "التخوفات من التهجير والتوسع واقع حقيقي، وعلى الأردن أن يحاول تقديم حلول عملية ويضعها أمام الرئاسة الأميركية الجديدة"، مضيفا "لا أعتقد أنه يمكن فرض حلول على الأردن". وتوقع السبايلة أن تقوم إسرائيل بالتصعيد الأكبر في الحرب بالمنطقة خلال الشهرين المقبلين، قبيل وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن "إسرائيل صاغت مخططاتها للشهرين القادمين وهي على قناعة بوصول الجمهوريين إلى الرئاسة الأميركية، وجاءت إقالة وزير الأمن يوآف غالانت رسميا ليلة الانتخابات، وإحضار وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلا منه، تأكيدا على لذلك، وهذا يعني أن إسرائيل ستصعد حتى تصل إدارة ترامب إلى البيت الأبيض على واقع جديد تتبناه وتتعامل معه".
هذا، وهنأ العاهل الأردني عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، دونالد ترامب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكتب ملك الأردن عبر منصة إكس: "أطيب التهاني للرئيس دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية". وأضاف "أتطلع إلى العمل معك مجددا لتعزيز الشراكة الطويلة الأمد بين الأردن والولايات المتحدة، في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي للجميع".