مع ازدياد نسب البطالة وتدهوّر الأوضاع الاقتصادية في عدد من البلدان العربية، وتعرّض بعضها إلى حروبٍ أهلية، تستحوذ معدلات الهجرة الآخذة بازدياد إلى أوروبا على اهتمام بحثي ضمن مستويات متعدّدة يتداخل فيها البعد الاقتصادي والحقوقي والسياسي والأمني.
في هذا السياق، صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "لماذا يهاجر الشباب العربي؟ بحوث في إشكاليات الهجرة والمستقبل"، والذي يضمّ بحوثاً منتقاة قُدّمت ضمن محور "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل"، في المؤتمر السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي عقده المركز في الفترة 18-20 آذار/ مارس 2017 في الدوحة.
تناقش بحوث الكتاب سؤال الهجرة الذي يكتسي أهميةً خاصة في السياق العربي المعاصر، ولا سيّما من جهة ارتباطه بفئةٍ عمرية - اجتماعية تمثّل قلبه النابض ورهانه الأساسي لرفع التحديات المستقبلية التنموية والتحرّرية؛ إذ ازدادت هجرات الشباب العربي في الأزمنة الحديثة، وأضحت إشكاليةً حقيقية في محيط متغير ومعولم وموسوم على نحوٍ متزايدٍ بالنزاعات والصراعات، إضافةً إلى أنّ الهجرة تمثّل العامل الثالث من عوامل النمو السكاني، إلى جانب الولادات والوفيات، وهو ما يجعل دراستها ذات أهمية أيضاً بالنسبة إلى البلدان المستقبلة.
يتكون القسم الأول "الهجرة النسوية العربية" من ثلاثة فصول: "الفتاة العربية والهجرة إلى الجنّات الموعودة: محاولة في الفهم" لـ عائشة التايب، و"هجرة الكفاءات النسوية اللبنانية للعمل: ظاهرة مستجدة" لـ ماريز يونس، و"النوع الاجتماعي والتنقل المرتبط بالارتقاء بالمستوى التعليمي: تجارب الأكاديميين والأكاديميات اللبنانيين" لـ مريم الحصباني.
يتضمن القسم الثاني "بين القوانين الأوروبية التقييدية ولايقينية المستقبل" أربعة فصول موزّعة كالتالي: "هجرة الشباب العرب إلى دول الاتحاد الأوروبي: قراءة نقدية في السياسة الأوروبية للهجرة" لـ محمد الخشاني، و"قوانين الهجرة الانتقائية في دول الاتحاد الأوروبي وآثارها في المهاجرين العرب" لـ بشير سرحان قروي، و"السعي وراء المستقبل المفقود: لماذا يهاجر الطلاب الجزائريون؟" لـ العياشي عنصر ووسيلة عيسات، و"الهجرة الطلابية بين الرهانات المؤسساتية ودوافع الطلاب الدوليين: الطلاب الجزائريون في فرنسا أنموذجاً" لـ سهيلة إدريس.
ثلاثة فصول تؤلّف القسم الثالث "دراسات في واقع الهجرة إلى أوروبا ومقارباتها الإعلامية"، وهي: "شباب الجيل الثالث للهجرة في بلجيكا - هويات تائهة ومتصدعة: دراسة حالة حي بورغراوت بمدينة أنفرس" لـ محمد سعدي، و"الهجرة المغربية إلى فرنسا (1912 - 1974): أيّ موقعٍ للشباب" لـ خالد أوعسو، و"صورة الشباب العرب اللاجئين في الصحافة الألمانية: مثال مجلة دير شبيغل" لـ زهير سوكاح.
كما يشتمل القسم الرابع "بين وعود الهبة الديموغرافية وإخفاقات السياسات التنموية"، على أربعة فصول: "الهبة الديموغرافية في الوطن العربي: نعمة أم قنبلة موقوتة؟ المغرب أنموذجاً" لـ إبراهيم المرشيد، و"مدى التوافق بين مخرجات التعليم وسوق العمل وأثره في قرار الهجرة بين الشباب في مصر" لـ محمد أبو عزيزة، و"الهجرة المعاصرة للشباب المغاربة إلى الخارج: بين الواقع الاقتصادي ووهم التنمية" لـ خديجة عونة، و"هجرة الشباب وسياسات التنمية المندمجة: دراسة حول شباب مدينة خريبكة في المغرب" لـ صالح النشاط.
ويتضمن القسم الخامس "دراسات سوسيولوجية في الواقع والفرص والتهديدات"، ثلاثة فصول، هي: "الشباب المغاربيون بين الاستبعاد الاجتماعي وتطلعات الهجرة: مقاربة سوسيو-إمبريقية مقارنة بين الجزائر والمغرب" لـ الهادي بووشمة، و"الشباب وظاهرة ’الحريك‘ في المغرب: مقاربة سوسيولوجية"، لـ زهير البحيري، و"الهجرة الخارجية بين التعددية الثقافية والتماسك الاجتماعي: مقاربة نظرية للفرص والتهديدات" لـ هاني خميس عبده.
يحتوي القسم السادس، "وعود الهجرة العائدة والحدّ من نزيف هجرة الكفاءات"، على ثلاثة فصول موزّعة كالآتي: "الهجرة العائدة للشباب العرب: إشكاليات الواقع وسياسة الإدماج" لـ آسيا شكيرب، و"هجرة الكفاءات الجزائرية: دراسة في جهود الحدّ من نزيفها وإشراكها في التنمية الوطنية" لـ منير مباركية، و"هجرة الكفاءات الجزائرية إلى الخارج (1991 –2015): دراسة في الأسباب والانعكاسات" لـ شاكر ظريف.
في القسم السابع، "في الهجرة الفلسطينية والهجرة إلى بلدان الخليج"، ثلاثة فصول تحمل عناوين "هجرة الشباب الفلسطينيين إلى الخارج: الواقع والرغبة" لـ محمد دريدي، و"الشباب الفلسطينيون اللاجئون في لبنان: بين قسوة العيش والهجرة القاسية" لـ حمود العلي، و"مجلس التعاون لدول الخليج العربي: تحديات الهجرة والخلل السكاني والاستقرار السياسي" لـ أحمد أبو زيد.