"لسان عربي مبين": انغلاق على التراث

23 ديسمبر 2019
(مقطع من عمل للفنان المصري عمر النجدي)
+ الخط -

يغيب عن بال الناطقين بالعربية، والذين يتجاوزون الأربعمئة مليون، أن اللغة ليست محض وسيلة للتواصل فحسب إنما هي أداة تفكير وإنتاج للمعرفة، تبدو أنها خارج أولويات الأنظمة والمؤسسات، بل إن المفارقة أن حركة البحث والتأليف في علوم اللغة نفسها ضعيفة وركيكة أيضاً.

وتبرز المشكلة بشكل أكبر عند الأكاديميين والباحثين المشتغلين بلغة الضاد، نظراً إلى إصرارهم على تكريس تصوّر مثالي ونموذجي يصل حدّ القداسة حولها، ومنها تعريبهم لمصطلحات تكنولوجية وعلمية لم تستخدم طوال خمسين سنة مضت، ونسوا أن العربية استعارت في تاريخها العديد من المفردات من اللغات المجاورة دون أن تفقد هيبتها أو مكانتها.

في هذا السياق، تواصل العديد من الجامعات والهيئات والمراكز الثقافية الأجنبية في أكثر من بلد عربي احتفالاتها منذ أسبوع باليوم العالمي للغة العربية، ومنها ندوة انطلقت أعمالها عند العاشرة من صباح اليوم الإثنين بعنوان "لسان عربي مبين" في "متحف النسيح المصري" في القاهرة.

تتضمن الندوة "محاضرات عن الخطوط المستخدمة في المصاحف والتحف المنقولة مثل النسيج وغيره، وكذلك المباني الأثرية الثابتة، كما تتناول الخط العربي كاتجاه فني معاصر، وعلى هامش الندوة ينظّم المتحف جولات خاصة للزوار تتناول مراحل تطور الخط العربي على النسيج، وكذلك ورشة عمل فنية تعليمية للأطفال تدور حول الخط العربي وجمالياته المختلفة"، بحسب بيان المنظّمين.

تحيل معظم هذه المؤسسات حول اللغة العربية إلى ثيمات تراثية تتعلّق بالخط والزخرفة والفنون الإسلامية، والتي تعتمد معظم مداخلات المشاركين في فعالياتها على استعادات نظرية واستعراضات تاريخية وكتابات إنشائية بدليل عناوين مداخلاتهم العامة والفضفاضة والتي لا تقبض غالباً على موضوع أو مبحث متخصّص.

تتضمّن ندوة اليوم عدّة أوراق، هي: "يوسف أحمد.. رائد الكتابات الكوفية في مصر" لـ محمد حسن، و"الخط العربي وعلاقته بالجوانب التربوية النفسية" لـ خالد مجاهد، و"الحروفية كاتجاه فني عربي معاصر" لـ عيد يونس، و"الخط العربي في العصر الملموكي" لـ أحمد لطفي، و"الخط العربي على المنسوجات الإسلامية" لـ إيهاب الخطيب.

دلالات
المساهمون