"كورونا" يدفع الصينيين للعمل والدراسة من منازلهم عبر الإنترنت

11 فبراير 2020
تحوّل العمل والدراسة من المنزل إلى ضرورة (جيني إيفانز/Getty)
+ الخط -
دفع تفشي فيروس كورونا بالسلطات الصينية إلى حث المواطنين في البلاد على البقاء في منازلهم في محاولة للحد من انتشار الفيروس من خلال الاتصال البشري، وهكذا لم يعد العمل والدراسة من المنزل عبر الإنترنت امتيازاً بل ضرورة. 

العمل من المنزل... بين الفيديو والدردشة

وأدى انتشار الفيروس إلى إغلاق المصانع والمتاجر والفنادق والمطاعم وتحوّلت مراكز المدن إلى مدن أشباح، لذا بدأت آلاف الشركات في الكفاح من أجل الاستمرار في العمل عبر عالم افتراضي.

وتقول مجلة "فورتشن" إن القوى العاملة من المنزل على وشك أن تنمو لتصبح جيوشاً، ومن المحتمل أن تعيش الصين أكبر تجربة عمل من المنزل في العالم. 

ويعني هذا انتقال الكثير من الأشخاص إلى تنظيم اجتماعات العملاء ومناقشات جماعية عبر تطبيقات دردشة الفيديو، أو مناقشة الخطط على منصات تطبيقات مثل WeChat Work أو Lark، منافس "سلاك" من "بياتدنس" الصينية. 

ويخشى بعض المديرين من أن الهجرة الجماعية ستخفض الإنتاجية، لكن دراسة أجريت عام 2015 من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا كشفت أن الإنتاجية بين موظفي مركز الاتصال في وكالة السفر الصينية Ctrip ارتفعت بنسبة 13 في المائة عندما عملوا من المنزل، والسبب في ذلك عدد أقل من فترات الاستراحة وبيئات عمل أكثر راحة.

الدراسة عبر الإنترنت... والمعلمون يتدربون

وأرجأت السلطات الصينية استئناف الدروس في كل المدارس والجامعات في البلاد. لكن بدلاً من الاستسلام للشلل، بدأت المدارس التقليدية استكشاف خيارات التعليم عبر الإنترنت.

وأورد موقع Tech in Asia أن مدرسين لا يرون أي بديل عن الدراسة عبر الإنترنت، وأنهم بحاجة إلى تعلم مهارات جديدة مثل التحدث بشكل طبيعي أمام الكاميرا، واستخدام قلم أحمر رقمي أثناء عروض تقديمية عبر "باوربوينت"، وإشراك الطلاب عبر التعليقات المكتوبة عبر الإنترنت.

وبدأت مدارس في تدريب المعلمين على كيفية استخدام منصة DingTalk من "علي بابا"، لإجراء دورات من خلال البث عبر الإنترنت.

وأصدرت وزارة التعليم الصينية بياناً شجّع المدارس على استخدام منصات الإنترنت، كوسيلة بديلة لتعليم الطلاب بالتزامن مع تعليق الدراسة. 

وتخطط الوزارة لإطلاق فصل دراسي وطني على الإنترنت في 17 فبراير/شباط يوفر مجموعة كاملة من المواد الدراسية والدورات التعليمية للطلاب من الصف الأول في المرحلة الإعدادية وحتى الصف الثالث في المدرسة الثانوية.

وشرعت بعض شركات التدريس عبر الإنترنت في تقديم خدماتها مجاناً بالتزامن مع كورونا. أعلنت TAL Education عن دوراتها المجانية لتدريس جميع الدرجات، بينما قالت Vipkid، المتخصصة في تدريس اللغة الإنكليزية عبر الإنترنت، إنها ستقدم 1.5 مليون دورة تدريبية مجانية عبر الإنترنت للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة.

دلالات
المساهمون