في الوقت الذي كانت تحتفل فيه ألمانيا والولايات المتحدة بالتأهل إلى الدور الثاني في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبالتحديد في مدينة ريسيفي، كان السكان في الخارج يهرعون إلى مكان آمن للابتعاد عن غضب مياه السيول التي ضربت المدينة في يوم المباراة وقبله بأيام.
وتغير مفهوم البطل في ذلك اليوم، إذ لم يكن الأبطال بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مباراة غانا أو الألماني توماس مولر في مباراة الولايات المتحدة، ولكنهم كانوا من يكافحون للوصول لمنازلهم وسط السيول التي أغرقت الشوارع الفاقدة للبنية التحتية السليمة وأماكن صرف أمطار السيول.
وبعيداً عن الخطر، فقد اهتمت الجهات المسؤولة عن المدينة المنكوبة بتجفيف الشوارع والطرق لحافلتي المنتخبين الأميركي والألماني والسيارات المؤمنة لهما، أما باقي المدينة فكانت غارقة في السيول.
وبالرغم من تلك الظروف المزرية إلا أن سكان المدينة وخصوصاً الأطفال، بحثوا عن الفرحة وسط مياه الأمطار، التي حولت الشوارع "لحمام سباحة طبيعي"، بينما وقف الكبار مكتوفي الأيدي ينظرون بحسرة إلى الملعب المجهز بتكاليفه الباهظة المدينة التي تقترب فيها الأوضاع إلى حد الكارثة في حالة تواصل الأمطار.
وكانت مظاهرات واسعة النطاق قد شهدتها مباريات الدور الأول من كأس العالم اعتراضا على إقامة كأس العالم في هذه الظروف التي تعانيها البلاد، ودفع المبالغ الباهظة في التحضير للبطولة ونسيان غياب البنية التحتية ورعاية المواطنين بشكل واضح.