"قعدة رجالة"... امرأة في مواجهة ثلاثة ذكور

17 مايو 2018
الفنان أحمد فهمي أحد مقدّمي الموسم الثاني (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أيام، احتفت الصفحة الأخيرة من جريدة "الدستور" المصرية بتصريح للممثلة الفرنسية ماريون كوتيار مع نيوزويك، والذي قالت فيه إنها تعتز بأنوثتها لكنها ليست نسوية، لأنه لا معنى للمرأة من دون الرجل. تقول الصحيفة بفخر في عنوانها: "وكأنها أفكار امرأة شرقية".
بالتزامن مع ذلك الاحتفاء الغريب، اختتم برنامج "قعدة رجالة" حلقات موسمه الثاني، علّه يكون الأخير، والرابط بين البرنامج وتصريحات النجمة الفرنسية هو هذا الإصرار المدهش على قتل أي فرصة للحديث عن قضايا جادة بهذا الشكل السطحي.

تقوم فكرة البرنامج الذي يتصدر الشارب شعاره على ثلاثة فنانين، هم مكسيم خليل وإياد نصار وشريف سلامة، في الموسم الأول، وأحمد فهمي وباسل خياط وكريم فهمي في الموسم الثاني، على استضافة فنانة في كل حلقة في منزل يلحون على الإشادة بذوقه وتفاصيله الرجالية. تبدأ الحلقة باجتماع بين الثلاثة لدراسة شخصية الضيفة والطريقة التي يستدرجونها في الحوار، ومن الملاحظات الأبرز على هذا القسم، التباري في إلقاء الدعابات السمجة، والاصطناع الواضح، والفشل في الإقناع بهذه الشخصيات التي يقول كل واحد فيهم إنه يتقمّصها خلال الحوار.
يختار الثلاثة واحداً منهم ليستقبل الضيفة، بينما يساعده الاثنان عبر سماعة في أذنه في طرح المزيد من الأسئلة للنقاش واستدراج الضيفة لموضوعات لها علاقة بالمرأة والرجل. ما هذه الموضوعات؟
تارة تكون الأسئلة عن السفر وموقف الرجل من السماح للمرأة بالقيام به وحدها، أو دور الزوج في المنزل كما حدث في الحلقة التي كانت ضيفتها رانيا يوسف، حين قالت إن الرجل في العلاقة يكون كالمنتج في الفن؛ فيسألها كريم فهمي: يكون دوره الدفع فقط؟ "شوال يعني" فترد ضاحكة: "بالضبط كده".
في كل مرة يتظاهر البطل المختار لطرح هذه الموضوعات بأنه يعبر عن آراء آخرين غيره، ولا يتبنى هذه الآراء، وهو أمر يبدو مضحكاً حين يصدر من أحمد فهمي الذي قال أشياء أسوأ من هذه في أكثر من ظهور تلفزيوني اضطر بعد واحد منها إلى الخروج معتذراً للجمهور.
أسوأ ما في هذه البرامج أنها لا تكتفي بصناعة الترفيه فتجعلك تحترم اختيارها وصراحتها وتشاهدها من باب التسلية واللهو، وهو أمر نحتاجه جميعاً، بل إنها تدعي جدية وجرأة أبعد ما يكون عن واقع نعيشه. يطرح فيه العالم أسئلة عن حال المرأة وما يشغلها حتى في مناطق أكثر حرية واختراقاً لهذه النقاشات، لكننا وسط هذا ننتج برنامجاً بهذه الميزانية الضخمة يقف واحد من مقدميه ليقرأ أمام يسرا اقتباساً يقول: "متى أتيح للمرأة أن تتساوى بالرجل، أصبحت سيدته!".


لكن، نتساءل أيضاً: أليس موضوع الجندر، في العالم عموماً، هو مصدر نكات دائماً؟ حتى في العالم الغربي، أميركا وأوروبا، نجد دائماً أن الـ ستاند أب كوميديانز يستلهمون من الرجل والمرأة و"الصراع" بينهما والجدل الدائر حولهما مواقف ونكات كثيرة. ربّما، أيضاً، يعتمد الأمر على طريقة صياغة النكتة وبنائها وخفة دمّها، بحيث لا تكون مجرّد كليشيهات جاهزة وعنصرية تُلقى كيفما اتّفق لأجل إضحاك الجمهور.
دلالات
المساهمون