"عنتيل" جديد يضاف إلى قائمة "عناتيل" الزمن المصري الجديد. لكن "عنتيل" هذه المرة مختلف عن سالفيه، ففي تغيير جديد ليس من محافظة الغربية وليس مدرباً للكاراتيه كالعنتيل الشهير، أو عضواً في حزب سلفي، لكنه يشغل أخطر مهنة، وهي الحكم بين الناس، إنه القاضي الشهير محمد ناجي شحاتة، الذي عرف أخيراً بـ"قاضي الإعدامات"، وأصبح معروفاً منذ ليلة أمس بـ"عتيل فيسبوك".
يشغل المستشار، شحاتة، حاليّاً، منصب رئيس الدائرة الخامسة في محكمة جنايات الجيزة، المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب وأحداث العنف والتجمهر، أشهرها قضية كرداسة التي أحال فيها 12 متهماً إلى المفتي، وقضية مسجد الاستقامة التي أحال فيها 13 من قيادات الإخوان إلى المفتي، و"خلية ماريوت" التي حكم فيها على 17 صحافيّاً بالحبس، ومجلس الوزراء المتهم فيها 268 أشهرهم أحمد دومة، وغرفة عمليات رابعة.
ورغم خطورة كل تلك القضايا، إلا أنه على ما يبدو يعاني من الفراغ، رغم خطورة وأهمية القضايا التي ينظرها، فلم يشغل نفسه بدراسة القضايا التي تضع أرواح الناس على المحك، ولم يجد شحاتة أفضل من دور "عنتيل فيسبوك"، ليشغل فيها أوقاته ليلاً، ويحكم بإعدام العشرات نهاراً.
الناشطون على "فيسبوك" استطاعوا، قبل أيام قليلة، الوصول إلى حساب شحاتة على الموقع، ونقلوا منه تدويناته التي تمتلئ بالهجوم والسباب على الإخوان و6 أبريل وعمرو حمزاوي، فهؤلاء إرهابيون وأولئك طابور خامس وعملاء، وهذا يتناقض تماماً مع أساسيات عمل القضاء، الذي يفترض ألا يكون للقضاة فيه آراء مسبقة في الأشخاص الذين يحاكمونهم.
المفاجأة أن حساب شحاتة لم يحتوِ على تدويناته الحاقدة على القوى السياسية فقط. ولكن بدا أن للقاضي اهتمامات جنسية، وهو ما جعله مادة للسخرية عند الناشطين، خصوصاً أن هذه المواضيع تعتبر من المحرمات بالنسبة للشخصيات العامة في العالم العربي، ونادراً جدّاً ما يجاهر أحد بها.
هكذا قامت بعض المواقع الإخبارية بنشر هذه المعلومات، وامتلأت صفحاتها بصوره الشخصية بشاربه ونظارته الشمسية المميزة، وكان لموقع "رصد" الريادة في نشر الأخبار، ونسب بعض الناشطين إليه الفضل في تسليط الضوء على الموضوع.
فور انتشار هذه الأخبار على منصات التواصل وقيام بعض المواقع بالتقاط الصور لمحتويات حسابه، قام شحاتة بحجب حسابه الشخصي على "فيسبوك"، ولكنه عاد، في وقت متأخر من ليلة الأمس، وقد أفرغ جميع محتويات الحساب التي صنّفت في رأي البعض "مخلة بالآداب".
الإعلامي، محمد ناصر، على قناة "مصر الآن"، قام بالاحتكام إلى المشاهدين في صور شحاتة التي التقطها الناشطون من حسابه الشخصي إلى جانب صور صديقاته.
الإعلامي، معتز مطر، من جانبه وصف شحاتة على قناة "الشرق" بـ"صاحب نصف أحكام الإعدام بمصر"، ووصف حسابه الشخصي قبيل حجبه بـ"مهلبية بالمكسرات". وعلى القناة نفسها قام عبد الله الجزار، عبر برنامجه "تويت بوك" باستعراض تفاعل منصات التواصل مع فضيحة شحاتة، ووصفه بـ"عنتيل أونلاين".
الناشطون لم يبخلوا على شحاتة بالسخرية، فانهالوا عليه بكل أنواع التهكم والتعليقات اللاذعة، وكان أشهر تلك التعليقات يدور حول لقبه الجديد الذي أطلقوه عليه، وهو "عنتيل فيسبوك"، واستعانوا ببعض مشاهد الأفلام الكوميدية لمساعدتهم في القيام بـ"الواجب" مع شحاتة، فعلق أحدهم: "ناجي شحاتة ده بيفكرني بحسن عابدين في فيلم درب الهوا لما كان راجل مهم ويروح بيت مشبوه بالليل ويرقص ويقول: أنا عايز واحدة تهزأني تهزأني تهزأني"، وتذكر أحدهم إحدى بطلات أفلام محمد هنيدي عندما كانت تغني "قضائنا شامخ.. وهيفضل طول عمره شامخ.. يا أم المتطاهر رش الملح سبع مرات".