وخلال ساعات، تجاوز عدد الحسابات الفلسطينية المحذوفة العشرات، بحسب ما رصده نشطاء ومختصون اجتماعيون، وذلك دون سابق إنذار أو تنويه لمستخدميه، ما أحدث ضجة واسعة عبر الموقع.
وبحسب بيان صادر عن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، فإن حكومة الاحتلال قدمت قانوناً، يخول للمحاكم الإسرائيلية للشؤون الإدارية حذف وشطب ما يعتبره القانون مضامين تحريضية وإرهابية ضد إسرائيل، والعمل على استصدار أوامر من المحاكم الإسرائيلية بإغلاق الصفحات وتقديم أصحابها للمحاكمة.
ويلزم القانون إدارة فيسبوك وشبكات التواصل وشركات الإنترنت المزودة للمضامين بحذف وشطب أي منشورات ضد إسرائيل، ويذكر أنه سبق تشريع القانون، تعليمات صادرة عن حكومة الاحتلال لمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي تحت غطاء مواجهة "التحريض على الإرهاب".
ويجري رصد التدوينات والمنشورات التي تعتبر من وجهة نظر الاحتلال تحريضية، ومن ثم التوجه إلى شركة فيسبوك ومطالبتها بإزالة وشطب المنشورات أو الصفحة التحريضية بشكل فوري، ويساعد في تنفيذ ذلك "الاتفاق السري بين فيسبوك ودولة الاحتلال الإسرائيلي"، الذي تم الكشف عنه أخيرا.
وفي هذا الإطار، يقول الناشط هاني راشد، لـ"العربي الجديد"، إنه فوجئ بقيام إدارة الموقع الأزرق بحذف حسابه الشخصي بعد تعرضه لسلسلة من البلاغات طيلة الفترة الماضية على خلفية المحتوى الذي ينشره عبر صفحته الشخصية.
ويوضح راشد أن إدارة موقع التواصل الاجتماعي أقدمت على حذف حسابه بشكل نهائي بعد تفاعله مع الحملة الأخيرة التي أطلقها نشطاء فلسطينيون لإحياء ذكرى اغتيال الاحتلال المهندس عياش، بذريعة المشاركة في نشر محتوى تحريضي ضد إسرائيل.
ويرى أن قيام إدارة فيسبوك بحذف الحسابات الفلسطينية من على الموقع يهدف إلى حجب المحتوى الفلسطيني المقاوم ضمن خطة تستهدف النشطاء الفلسطينيين لمنعهم من نشر أي محتوى خاصة بالمقاومة.
أما الناشط الإعلامي يحيي البنا فلم يسلم حسابه الآخر من الإزالة، رغم كونه أحد أقدم الحسابات الفلسطينية على فيسبوك ويعود لعام 2006، إذ أقدمت إدارة الموقع على حذفه بشكل نهائي على خلفية تفاعله مع حملة لإحياء ذكرى استشهاد عياش.
ويقول البنا لـ "العربي الجديد" إن المحتوى الذي يجري تداوله من النشطاء الفلسطينيين، عبر جنبات موقع التواصل الاجتماعي لا يعتبر تحريضاً لأن المقاومة حق أصيل كفلته الاتفاقيات والمواثيق الدولية لأي شعب يعيش تحت احتلال.
ويبين الناشط الإعلامي، أنه لم يقم سوى بنشر محتوى نصي لم يشمل أي صورة من صورة عمليات تفجير الباصات وغيرها من العمليات التي أشرف على تنفيذها المهندس عياش، لكن إدارة فيسبوك حذفت الحساب بشكل نهائي بذريعة العنف والتحريض.
ويلفت البنا إلى ضرورة أن يكون هناك جهد من قبل النشطاء الفلسطينيين يساهم في حملات مضادة ضد موقع التواصل الاجتماعي، تشمل في طياتها مقاطعة الموقع الأزرق فترة طويلة من الزمن للوقوف في وجه إجراءاته التعسفية في حق عشرات النشطاء.
يشار إلى أن إدارة الموقع أقدمت قبل نحو شهرين على حذف عشرات الحسابات الفلسطينية بشكل تعسفي بعد تقديم السلطات الإسرائيلية شكاوى ضدها بذريعة التحريض ضدها، قبل أن تعود إدارة الموقع وتعيد غالبية هذه الحسابات بعد تقديم أصحابها للشكاوى.
في الأثناء، يقول الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي خالد صافي إن السبب المعلن من قبل إدارة فيسبوك لتبرير حذف هذه الحسابات هو التحريض والانضمام لجماعة تحرض على العنف ضد إسرائيل في إطار محاولة لكتم المحتوى الفلسطيني.
وينبه صافي، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى القانون الإسرائيلي الذي عرض على الكنسيت الإسرائيلي، والذي يوفر إمكانية ملاحقة النشطاء من قبل الحكومة الإسرائيلية وسجنهم حال كانوا تحت سيطرتها أو ملاحقتهم قانونياً في مختلف مناطق تواجدهم.
ويشير الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى وجود عجز على المستوى الرسمي في الإبلاغ عن المحتوى الإسرائيلي والتعامل بالمثل مع التحركات الإسرائيلية من قبل المسؤولين الفلسطينيين، والاقتصار على جهود شخصية للنشطاء.
ويوضح أن إدارة فيسبوك تعاملت بشكل رسمي مع طلبات الحكومة الإسرائيلية كونها تمت بشكل رسمي وهدفت إلى إرضاء (الزبون) من خلال خطواتها، في الوقت الذي لم يقدم حتى اللحظة أي طلب رسمي ضد محتوى إسرائيلي باستثناء كاريكاتير يحض على قتل العرب تمت إزالته بعد تقديم عدد من البلاغات عنه.