واجهت الشركة العملاقة في "وادي السيليكون"، "فيسبوك"، عاماً شديد الصعوبة، تخللته فضائح أسبوعية تقريباً، مما أدى إلى هبوط أسعار أسهمها، وأثار ارتباكاً بين الموظفين. وفي انتظار إعلان الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرغ، كالعادة، عن أهدافه في العام المقبل، أدناه نبذة عن أبرز فضائح الشركة في 2018:
التدخل الروسي
كشفت لائحة الاتهامات التي أطلقها المحقق الأميركي الخاص، روبرت مولر، في فبراير/شباط الماضي، حول المتصيدين الروس، الدور الكبير الذي لعبته شركة "فيسبوك" في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وحددت لائحة الاتهامات كيف أنشأ 13 موظفاً في "وكالة أبحاث الإنترنت" الروسية حسابات زائفة على موقعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، لتحريض الناخبين الأميركيين ضد بعضهم البعض، قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وما يخفف من حدة موقف "فيسبوك" هو تورط موقعي "تويتر" و"يوتيوب" (تملكه غوغل) في القضية أيضاً.
العنف في ميانمار
في مارس/آذار الماضي، سلط خبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يحققون في إبادة محتملة في ميانمار، الضوء على الدور الذي لعبه موقع "فيسبوك" في نشر ثقافة الكراهية هناك.
رداً على الانتقادات، وفرت "فيسبوك" أدوات جديدة لمستخدمي التطبيق كي يتمكنوا من الإبلاغ عن المحادثات التي تنتهك معايير المجتمع التي تعتمدها الشركة على منصاتها. وأكدت أن فريق المراجعة يغطي 50 لغة.
وكانت قد واجهت حملة انتقادات واسعة، بسبب صغر الفريق الذي يراجع المنشورات باللغة البورمية. كما حذفت مئات الحسابات والصفحات والمجموعات في ميانمار من شبكاتها الاجتماعية، بينها حساب قائد الجيش البورمي، بعد أن اكتشفت ما قالت إنه "سلوك مفبرك ومنسّق" وصِلات بجيش البلاد.
فضيحة "كامبريدج أنالتيكا"
نشرت صحيفتا "نيويورك تايمز" الأميركية و"ذا غارديان" البريطانية تحقيقاً، في مارس/آذار الماضي، كشف عن استيلاء شركة الاستشارات السياسية "كامبريدج أنالتيكا" على بيانات ملايين مستخدمي "فيسبوك"، من دون علمهم، قبل انتخابات عام 2016 الأميركية، واستغلالها في مهمات سياسية.
أوضحت "فيسبوك" لاحقاً أن "كامبريدج أنالتيكا" وصلت إلى بيانات 87 مليون مستخدم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ تبين أنها منحت مطوري التطبيقات منفذا واسعاً إلى البيانات، عام 2016.
وحالياً تحقق لجنة التجارة الفيدرالية والكونغرس والمحاكم الدولية في الفضيحة. وفي الوقت نفسه، غرّم مفوض المعلومات في المملكة المتحدة موقع "فيسبوك" بسبب مخالفة قانون حماية البيانات الخاصة بالبلاد.
زوكربيرغ أمام الكونغرس
بعد الكشف عن فضيحة "كامبريدج أنالتيكا"، مثل الرئيس التنفيذي في "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، أمام الكونغرس الذي استمع إلى شهادته في قضايا تخص الشركة، في أبريل/نيسان الماضي. واتهمه حينها أعضاء في الكونغرس من المحافظين بالتحيز السياسي ضدهم، وقمع الأصوات المحافظة والموالية للرئيس الأميركي ترامب.
اتفاقيات مع شركات تصنيع الأجهزة
أجرت "فيسبوك" اتّفاقيّات مشاركة بيانات مع ما لا يقلّ عن 60 علامة تجاريّة تُصنّع الأجهزة الذكية، كالهواتف والأجهزة اللوحية، بعضها لا يزال ساري المفعول، وفقاً لما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز"، في يونيو/حزيران الماضي.
وكانت شركات "آبل" و"أمازون" و"سامسونغ" و"مايكروسوفت" من بين الشركات التي لديها شراكة تتيح مشاركة البيانات مع "فيسبوك"، على مدى السنوات العشر الماضية. ومن دون موافقة صريحة من المستخدمين، سُمح لصانعي الأجهزة بالوصول إلى بيانات أصدقاء المستخدمين، حتى بعدما قال "فيسبوك" إنّه لن يشارك مثل هذه المعلومات. وبحسب التقرير، فإنّ مشكلة تبادل البيانات تعود إلى العام 2012.
المزيد من الحسابات الزائفة
أغلق موقع "فيسبوك" 32 حساباً وصفحات لها بعض الارتباطات مع الدفعة الأولى من حسابات "وكالة أبحاث الإنترنت" الروسية، رغم أن الشركة لم تتمكن من ربطها بروسيا بشكل نهائي، في يوليو/تموز الماضي.
إغلاق شبكة تصيد إيرانية
أعلن موقع "فيسبوك" عن وقف "حملات تضليل خفيّة" على منصته مصدرها إيران وروسيا، مشيرًا إلى إغلاق مجموعة حسابات كجزء من معركته لمكافحة الأخبار المضللة قبل الانتخابات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى في العالم، في أغسطس/آب الماضي.
وذكر مدير سياسة الأمن الإلكتروني في الشركة، ناثانيل غليتشر، أنه تمت إزالة 82 صفحة ومجموعة وحساباً على منصتي "فيسبوك" و"إنستغرام" "دأب مديروها على تقديم أنفسهم كمواطنين أميركيين أو بريطانيين"، ونشروا "رسائل تتعلق بموضوعات ذات حساسية سياسية" منها العلاقات بين الأعراق والمعارضة للرئيس الأميركي دونالد ترامب والهجرة.
وقالت الشركة إنها حذفت إجمالاً حسابات جذبت أكثر من مليون متابع. وذكر أن التدوينات المرتبطة بإيران تضخمت من خلال إعلانات بأقل من 100 دولار على "فيسبوك" و"إنستغرام".
التنوع السياسي الداخلي
شكّل أكثر من مائة موظف من المحافظين في شركة "فيسبوك" مجموعة داخلية عنوانها "فيسبوكيون من أجل التنوع السياسي"، واشتكوا من ثقافة الشركة الليبرالية "غير المتسامحة".
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في أغسطس/آب الماضي، بأن المجموعة المذكورة أُنشئت، بعدما كتب أحد كبار المهندسين في "فيسبوك"، بريان أميريغ، منشوراً داخلياً محصوراً بموظفي الشركة قال فيه: "نحن في بيئة أحادية الثقافة السياسية ولا تتسامح مع وجهات النظر المختلفة. ندّعي أننا نرحب بوجهات النظر كلها، لكننا نسارع، وغالباً بغوغائية، إلى مهاجمة أي شخص يقدم أفكاراً تتعارض والأيديولوجية اليسارية".
وكانت "فيسبوك" قد واجهت معارضة من موظفيها المحافظين، حين أغلقت مجموعة داخلية، في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، خصصت للحديث حول الشؤون السياسية بالسرّ، ثم تحولت إلى تجمع لدعم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
التمييز الجندري
اتهم "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية" ACLU شركة "فيسبوك" بإتاحة إعلانات وظائف تستثني النساء على منصتها، في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقدّم الاتحاد شكوى مشتركة مع "لجنة تكافؤ فرص العمل"، مدرجاً 10 من أرباب العمل زعم أنهم وضعوا إعلانات على موقع "فيسبوك" تنتهك قوانين التمييز الفيدرالية وقوانين الولاية. واعتبرت المجموعة أن التغييرات التي أدخلتها "فيسبوك" على أنظمة إعلاناتها هذا العام لمنع التمييز على أساس العرق والدين وغيرها من الخصائص لم تمتد إلى نوع الجندر.
الاختراق الضخم
"فيسبوك" كشفت عن اختراق حسابات 30 مليون مستخدم على يد القراصنة الإلكترونيين، في اختراق أمني ضخم، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وأفادت، في أكتوبر/تشرين الأول، بأن القراصنة الإلكترونيين استطاعوا الاستيلاء على البيانات الخاصة بنحو نصف الحسابات المخترقة. وتضم البيانات اسم المستخدم، ووضعه الاجتماعي، وتاريخ الميلاد، ومكان العمل، ونشاط البحث، وعمليات تسجيل الدخول الأخيرة إلى الموقع.
جورج سوروس
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشرت تقريراً فصّل الأساليب التي لجأت إليها "فيسبوك"، بالتعاون مع شركة علاقات عامة، لـ "نفي وتشتيت" الانتقادات ضدها. وأفادت بأن شركة "ديفاينرز" للعلاقات العامة وزعت وثيقة تشير إلى أن رجل الأعمال، الملياردير جورج سوروس، داعم مستتر لحركة "التحرر من فيسبوك" المناهضة للمنصة الاجتماعية الكبرى.
الكشف عن صور المستخدمين
أعلنت "فيسبوك"، في ديسمبر/كانون الأول، أن الشبكة الاجتماعية كشفت الصور الخاصة لملايين المستخدمين من دون إذن منهم. وقالت "فيسبوك" إن ثغرة سمحت أخيراً لمطوّري التطبيقات التابعين لجهات خارجية بالوصول إلى الصور التي لم يشاركها المستخدمون علناً. وترجّح أن المشكلة طاولت ما يصل إلى 6.8 ملايين مستخدم.
منفذ إلى البيانات
وجدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في ديسمبر/كانون الأول الحالي، أن الشبكة الاجتماعية منحت أكثر من 150 شركة خارجية إمكانية الوصول إلى التفاصيل الشخصية، مثل عناوين البريد الإلكتروني ومحتويات الرسائل الخاصة.
ومن بين الشركات التي حصلت على معلومات مستخدمي "فيسبوك"، برز "ياندكس"، وهو محرك بحث روسي اتهمه جهاز الأمن في أوكرانيا بمشاركة بيانات مستخدميه مع الحكومة الروسية.
ابتداءً من عام 2017، زعمت الصحيفة الأميركية أن "فيسبوك" تسمح لمحرك بحث شركة "مايكروسوفت" (بينغ) بمشاهدة أسماء أصدقاء المستخدمين من دون موافقتهم، وتسمح لمنصتي "نتفليكس" و"سبوتيفاي" بقراءة وكتابة وحذف رسائل المستخدمين الخاصة.
كما تتيح لشركات "سوني" و"مايكروسوفت" و"أمازون"، الحصول على عناوين البريد الإلكتروني من جميع أصدقاء المستخدمين، حتى إذا لم يوافق الأصدقاء أنفسهم على مشاركتها، وهو شكل من أشكال الوصول التي قالت "فيسبوك" إنها منعتها منذ عام 2014.
وسُمح لشركة "آبل" التي انتقد رئيسها التنفيذي تيم كوك، مراراً، الشركات التي "تخزّن بيانات شخصية"، بالوصول إلى أرقام الاتصال لمستخدمي "فيسبوك" الذين عطلوا عمليات المشاركة مع الكيانات الخارجية كلها. وطلبت الشركات التي وقّعت اتفاقيات مع "فيسبوك" بيانات من مئات الملايين من المستخدمين شهرياً، وبعض الصفقات لا تزال سارية.
لكن العديد من الميزات التي صممت الاتفاقيات لدعمها قد توقفت منذ سنوات، وادعت شركات عدة أنها لم تكن تعرف أن لديها إمكانية الوصول إلى مثل هذه البيانات، مما يثير مزيداً من الشكوك.