"علم النفس والفضاء": كيف دار غاغارين حول الأرض

07 مايو 2020
(يوري غاغارين/ Getty)
+ الخط -

في الثاني عشر من نيسان/ أبريل عام 1961، قام رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين (1934 - 1968) برحلة مدارية مدّتها 108 دقائق في المركبة الفضائية "فوستوك 1"، ليُصبح بذلك أول شخص يدور حول الأرض، وأول شخص يدخل الفضاء.

وقد أصدر بعد ذلك بعام واحد كتاباً بعنوان "الطريق إلى النجوم.. سيرة رائد الفضاء الأول"، والذي يروي تفاصيل تتّسق بالطبع مع الرواية الروسية حول الرحلة التي لا تزال تدور شكوك كثيرة حول بعض تفاصيلها، كما شارك في كتاب آخر صدر بعد رحيله بعنوان "البقاء في الفضاء".

"علم النفس والفضاء" عنوان النسخة العربية من كتاب غاغارين صدرت عن "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم" في طبعتها الثانية، وشارك في تأليفه أستاذ علم النفس السوفييتي فلاديمير ليبيديف، ويتضمّن عرضاً للتجربة التي يمرّ بها الأشخاص الذين يتمّ إعدادهم ليصحبوا روّاد فضاء.

يناقش الكتاب جملة من التساؤلات في مقدمتها: كيف يواجه رواد الفضاء التأثيرات النفسية الحادة والمتقلّبة في رحلته بسبب الفترات الطويلة التي يمضونها منفردين في قمرةٍ مُحكمة دائرية ككرةٍ من الفولاذ، قُطرها لا يتعدى 2,3 متراً، تُحيط بهم جُدرانها المعدنية المُصمتة، مُعلقين بين الفضاء والأرض، مُحاصرين بالظلام من كل جانب، لا يتحدثون لأحدٍ، ولا يستمعون لصوتٍ، بينما تتحرك هذه الكرة بسرعة رهيبة، وتبلغ حرارة الهواء المُحيط عند دخولها طبقات المجال الجوي الأرضي، عشرة آلاف درجة مئوية.

كما يتناول المؤلّفان أنواع المشاكل التي يتعرّض رائد الفضاء إليها، وكيف يتمكّن من التأقلم معها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التدريب النفسي حول هذه المسائل لا يقل أهمية عن قدرته على التحكم في المركبة الفضائية وفق العديد من الدراسات، إلى جانب شرح حول الأجهزة الفضائية السوفيتيية التي كانت موجودة في مطلع ستينيات القرن الماضي وطبيعة الرحلات الفضائية، واستعراض للتحقيقات التي أجريت في مجال الطيران والطب الفضائي آنذاك.

يقدّم الكتاب صورة حول حياة الروّاد أثناء التحليق الكوني، كظروف انعدام الوزن، ومحدودية النشاط، وتغيُّر عادات الحياة والنوم والعمل، والبقاء لفترات طويلة في مجال مغلق ومحدود وضيِّق، وغياب التواصل المُعتاد مع العالم الخارجي.

يلفت غاغارين إلى أنه يجب على رائد الفضاء أن يعرف الكثير وأن يُحسن القيام بالعديد من الأعمال، وعليه أن يكون مُطَّلِعَاً على آخر الاكتشافات العلمية، وأن يعرف ما يجري اليوم في أفضل المختبرات ومكاتب التصميم وفي معاهد البحث العلمي والمصانع.

المساهمون