"علاقة الفصحى والعامية": أكثر من وجهة نظر

12 يونيو 2019
عدنان المصري/ لبنان
+ الخط -

تتعدّد زاوية النظر إلى الصلة بين العربية الفصيحة وبين اللهجات الدارجة في الأبحاث اللغوية، حيث نزع رأي إلى نفي الروايط بين اللغة المعيارية والعاميات وأن الأخيرة تشكّل خطراً على الأولى، بينما اتجه فريق نحو إيجاد نظام صوتي ونحوي وإملائي للهجات باعتبارها لغة موازية يمكن توظيفها والاستفادة منها.

وهناك من رأى أن الدارجة هي اللغة الأساس لدى المتحدثين بها وأنها أقدم أداة للتواصل بجذورها السريانية أو الفينفية أو الهيروغلوفية أو الأمازيغية، وبالغ قسم منهم في محاولات إحيائها ضمن سياقات استعدائه للغة العربية الرسمية.

"العلاقة بين الفصحى والعامية.. دراسة مقارنة بين اللهجة العراقية والمصرية" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث وأستاذ اللغة والترجمة العراقي ستار زويني عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء في "مكتبة مصر الجديدة" في القاهرة.

يرى المحاضرة في مقال سابق له، أن العربية تختلف قليلاً عن لغات العالم، فرغم أن لغات العالم تتصف بمستويين من الاستخدام اللغوي، الفصيح والعامي، والتباين الجغرافي بين اللهجات الإقليمية، لكن الفرق في تلك اللغات ليس شاسعاٍ بين هذين المستويين، مثلما هو الحال في اللغة العربية.

يضيف صاحب كتاب "رومنة الأسماء العربية" إلى أن "العربية في المدارس لغة أدب ونحو (وليست لغة تطبيق لغوي)، ولا يبقى مع الطالب منها بعد إكماله التعليم الثانوي، إلا القليل الذي لا يُعين على كتابة تقرير رسمي سليم اللغة والإعراب، موضحاً أن "البعد الاجتماعي الاقتصادي للمشكلة يكمن في أن أفراد المجتمع يرون أن التعليم الجيد والناجح لأولادهم، يكون بتدريسهم اللغات الأجنبية للحصول على وظيفة مستقبلاً".

ويلفت زويني إلى أن "للعربية الفصيحة مكانة ثانوية في حياة الشباب، فهم يتحدثون العامية ويدرسون عربية تلقينية تتبخر بعد الامتحان النهائي، حيث إن وسائل التواصل والمتعة للشباب في حياتنا المعاصرة، هي الوسائل السمعية البصرية التي يوفرها الحاسوب والإنترنت والهواتف الحديثة، وهم يستخدمون العامية المشوبة بمفردات أجنبية، أو اللغات الأجنبية فقط، للتواصل والتعبير عن أفكارهم".

يتعلم معظم أفراد المجتمع اللغة من وسائل الإعلام، بحسب المحاضر، ويستخدمون أسلوبها باعتباره صحيحاً وفصيحاً، إذ أن اللغة تُهضم ذهنياً، وتبقى المفردات كامنة في الخزين اللغوي الذي تكون وسائل الإعلام أحد مصادره الرئيسة (حيث تُقرأ وتُسمع وتُشاهد يومياً)، ثم بوعي أو دون وعي، نعيد استخدامها في تواصلنا وكتاباتنا.

المساهمون