في بداية "عام الأهرام" الذي يستمر حتى نهاية 2016 للكشف عما إذا كان في داخل الأهرام فراغات أو غرف سرية، أعلن الفريق العلمي المكوّن من باحثين من مصر واليابان وفرنسا وكندا أن الأشعة سجلت ارتفاع درجة حرارة أحد الأهرام عن درجة حرارة واجهاته.
وقال رئيس معهد الحفاظ على التراث والابتكار مهدي طيوبي، المدير المساعد للبعثة المشاركة في مشروع استكشاف الأهرام، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد، إن الأشعة تحت الحمراء التي تقيس تباين درجات الحرارة سجلت "شيئاً غير طبيعي في فروق درجات الحرارة... كلما نصعد ترتفع درجة الحرارة" في قمة هرم سنفرو عن درجة حرارة واجهاته.
وسنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة (نحو 2613-2494 قبل الميلاد) وتسمى "أسرة بُناة الأهرام"، وقد بنى هرمين في دهشور، جنوبي القاهرة، ثم شيّد ابنه الملك خوفو هرمه الأكبر، أحد عجائب الدنيا السبع، والذي يعتبره الأثريون والمعماريون أضخم عمارة بناها الإنسان وصمدت عبر العصور، حيث تزيد قاعدته على 12.4 فداناً ويبلغ ارتفاعه 146.59 متراً.
وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أن 2016 سيكون "عام الأهرام"، لمعرفة كيفية بنائها قبل أكثر من 4500 عام واستكشاف أسرارها الداخلية، بمشاركة خبراء من كلية الهندسة بجامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار في فرنسا وجامعة لافال بكيبيك في كندا وكل من الهيئة العليا لأبحاث تسريع الطاقة وجامعة ناجويا في اليابان.
ويشمل المشروع استكشاف أسرار أربعة أهرام هي "الهرم المنحني" و"الهرم الأحمر" لسنفرو في دهشور وهرمي خوفو وخفرع في هضبة الأهرام في الجيزة.
وقال طيوبي في المؤتمر الصحافي الذي عقد بالمتحف المصري الكبير المطل على الأهرام، إن الأهرام التي بنيت قبل ألوف السنين تحتاج منا "بعض الصبر لمعرفة أسرارها"، مضيفا أن الفريق استعان بأفلام "صنعت خصيصا في اليابان" لالتقاط صور يرجح أن تكشف عن جانب من أسرار الأهرام.
وقال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي في المؤتمر إن الأهرام صروح كبيرة "وليست سهلة الاختراق. مع (أشعة) الميون سنحصل على نتائج مبشّرة. اكتشفنا شيئا غريبا، ومع الوقت سنعرف ما وراءه"، في إشارة إلى تباين درجات حرارة واجهة الهرم عن قمته. وأضاف أن "الهدف من هذا اللقاء هو إطلاع الرأي العام في الداخل والخارج على خطوات واحد من أهم المشاريع العالمية التي يمكن أن يقود بنا للكشف عن أسرار وخبايا الأهرامات لم يتم الكشف عنها".
وأشعة الميون هي جزيئات كونية يعبر ما بين مليونين وثلاثة ملايين منها جسد الإنسان يوميا. وقال هوشيما، من جامعة ناجويا اليابانية في المؤتمر، إنهم استطاعوا بتقنية الميون تحديد الأماكن النشطة في بعض الجبال البركانية في بلاده.
وأضاف أن التصوير بأشعة الميون لمعرفة التأثير الحراري أثبت في الأيام الماضية وجود لون داكن في الواجهة الشمالية لهرم خوفو حيث ترتفع درجة الحرارة من 3 إلى 4 درجات عن غيرها، وإن هذا "شيء جديد" ستكشف الأيام القادمة عما وراءه.
وكان الفريق نفسه أعلن في مؤتمر صحافي مساء التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، التوصل إلى وجود ارتفاع في درجة حرارة ثلاث كتل حجرية أسفل هرم خوفو بنحو 6 درجات عن بقية كتل الهرم، وهو ما اعتبره وزير التعليم العالي السابق في مصر هاني هلال، الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة القاهرة والمنسق العام للمشروع، "في غاية الأهمية".
اقرأ أيضاً: مصر تعلن 2016 "عام الأهرام" للكشف عن أسرارها