"عاصفة الجنوب" تشنّ هجوماً على المنشية في درعا

27 يونيو 2015
"داعش" يسيطر على مواقع جديدة في الحسكة (الأناضول)
+ الخط -

نفّذت قوات المعارضة السوريّة، اليوم الجمعة، هجوماً واسعاً على حيّ المنشية في مدينة درعا، خلال اليوم الثاني لمعركة "عاصفة الجنوب"، التي بدأتها فصائل عسكرية، للسيطرة على المدينة، بينما سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"،(داعش)، على مواقع جديدة في الحسكة.

وقالت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فصائل غرفة عمليات عاصفة الجنوب، أحرزت تقدّماً على جبهة المنشية، في مدينة درعا بعد هجوم واسع، أرادت منه السيطرة على الحيّ، بما فيه من حواجز عسكرية".

وأضافت المصادر أنّ مقاتلي المعارضة "مهّدوا لاقتحام الحيّ، عبر قصف تجمعات جيش النظام هناك، بقذائف الهاون والرشاشات والمدفعية الثقيلة، مما دفع الأخير لاستهداف محيط الحيّ، بغارتين جويتين، ترافقتا مع قصف مدفعي وصاروخي".

بدورها، ذكرت الصفحة الرسمية لـ"عاصفة الجنوب"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ مقاتلي "ألوية الفرقان"، استهدفوا بصاروخ المحكمة الجديدة، على جبهة مخيم درعا.

وكانت فصائل "عاصفة الجنوب" قد سيطرت أمس، الخميس، على حاجز رسلان، جانب المشفى الوطني في درعا المحطة، وحاجز السرو، قرب بلدة عتمان شمال درعا، كما أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف النظام، بعد استهداف مراكزه الأمنية في المدينة.

وأعلنت قناة الجزيرة الفضائية اليوم، الجمعة، مقتل مصوّرها، محمد أحمد الأصفر، أثناء تغطتيه المعارك الدائرة في حيّ المنشية، في حين وثّق مكتب الأرشفة والتوثيق في مؤسسة "نبأ" الإعلامية، مقتل 42 شخصاً، غالبهم من مقاتلي الفصائل، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

وفي سياق متصل، شهدت مناطق متفرقة في درعا وريفها، الجمعة، قصفاً مدفعياً وجويّاً للنظام، أوقع أربعة قتلى، في حيّ الكاشف وبلدتي النعيمة وكفرشمس، في وقت أعلن فيه المشفى الميداني في بلدة طفس، توقّفه عن العمل حتى إشعار آخر، نتيجة تدمير أجزاء كبيرة منه، عقب قصف بالبراميل المتفجرة.

في الأثناء، عقدت قوات النظام السوري مساء الجمعة، اتفاقاً مع وحدات حماية الشعب الكردية، يقضي بمشاركة الأخيرة عسكرياً، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) في مدينة الحسكة، بعد تقدم التنظيم وسيطرته على مواقع جديدة هناك.

وقال الناشط الإعلامي، رامان يوسف، لـ"العربي الجديد"، إنّ وحدات حماية الشعب الكردية، اشترطت أنّ يسلمها النظام جبل الكوكب (الفوج 123)، مع كل الأسلحة الثقيلة والذخيرة، وأنّ تبقى الدوائر الحكومية فقط تحت سيطرة النظام، فيما تبقى الـ YPG صاحبة القيادة، والقوة العسكرية الوحيدة بالمنطقة، إلى جانب مصادرة كافة الأسلحة الثقيلة من الميليشات التابعة للنظام، وبينها جيش الصناديد وميليشيات الدفاع الوطني التابعة لمحمد فارس وغيرها"، مشيراً إلى أنّ "وحدات الحماية، بدأت فعلاً بالمشاركة العسكرية، وهاجمت التنظيم على ثلاثة محاور".

من جهته، أكدّ الناشط الإعلامي، علي الحريث، لـ"العربي الجديد"، أنّ "النظام بالاشتراك مع الوحدات الكردية، شنّوا هجوماً معاكساً على تنظيم (داعش)، في منطقة الفيلات الحمر والفلاحة، ليسيطروا على منطقة الفلاحة بعد انسحاب التنظيم منها، بينما فشلوا في التقدم من جهة السجن وحيّ النشوة".

ويأتي ذلك، حسب الناشط الإعلامي، بعد "وصول طائرة تحوي عناصر من (حزب الله) وكتائب (السيدة زينب) الموالية للنظام، إلى مطار القامشلي، حيث قامت الوحدات الكردية بتأمين طريقها إلى مدينة الحسكة، لتشارك في جبهات القتال".

وأكدّ الحريث "سيطرة التنظيم على السجن المركزي في حيّ غويران غربيّ، وقيامه بإطلاق سراح جميع السجناء، ونقلهم إلى مدينة الشدادي وبلدة الهول".

وأوضح "الحريث" أنّ "(داعش) سيطر على فرع الأمن الجنائي مقابل حيّ النشوة الشرقية، بعد استهدافه بسيارة مفخخة، أسفرت عن مقتل العقيد زياد الدخيل، نائب رئيس الفرع، مع مجموعة من عناصره، فضلاً عن إصابة مراسل تلفزيون النظام، فاضل الحماد".

وكان التنظيم، سيطر فجراً، على حواجز مفرق الهول والشدادي، على طريق البترول، ليتقدم لاحقاً، إلى حاجز الغزل قرب مدخل الحسكة الشرقيّ، ويقطع طريق امداد النظام الواصل بين المدينة، والفوج 123 كوكب.

ووفق الحريث، فإن ذلك، "لا يبقي للنظام، سوى خط إمداد طريق الحسكة- القامشلي، الذي تؤمنه الوحدات الكردية، وتؤمن وصول أرتال النظام عبره، من الفوج 154 طرطب ومطار القامشلي العسكري، إلى الحسكة".

وحول أوضاع النازحين، أكّد الناشط الإعلامي، أنّهم "يواجهون صعوبة كبيرة من جميع الأطراف العسكرية، فتنظيم (داعش) يصادر منازلهم في الأحياء التي سيطر عليها، والنظام يمنعهم من النزوح في مناطق الاشتباك، والوحدات الكردية تمنع العرب فقط من النزوح، إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرتها".

 
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تفشل هجوماً للنظام بريف دمشق الغربي

المساهمون